أقامت وزارة الثقافة والإعلام في جدة امس الحفل السنوي لتكريم الوفود الاعلامية والثقافية المشاركة في تغطية موسم حج هذا العام 1436ه، بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي. وبدأ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام كلمة في الحفل نقل لهم خلالها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله -، بعد أن منّ الله على حجاج بيت الله الحرام أداء الفريضة ، وتقديرهم – حفظهم اللهُ – للجهود الإعلاميةِ والثقافيةِ في خدمةِ الأمة الإسلاميةِ. كما قدم معاليه صادِقِ المُبارَكةِ والتهنئةِ بعد أن مَنّ اللهُ علَى الجميع وَوَفقهم إلى إتمامِ الحَجِّ وأداءِ مناسِكِهِ والسَّيرِ عَلى سُنَنِ الأنبياءِ عليهِمْ الصلاةُ والسلامُ، وما قَالَهُ ربُّنا الكريمُ: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ). وأضاف لْنَتَذَكَّرَ بِهدُوءِ حَبيبَنا المُصطفَى صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ حِينَ ألقَى خُطبَةَ الوَدَاعِ، حَيثُ أَعطَى أمَّتَهُ دَرساً فِي الوَعيِ والثَّقافَةِ والدِّينِ، فانطَلَقَ مِنْ قِيَمِ الدِّينِ وأُسُسِهِ إلى قِيَمِ الثَّقافَةِ لِتَقوِيمِها، فَحَثَّ عَلى الاهتِمامِ بِحقُوقِ المَرأةِ ووَاجِباتِها، وَأكَّدَ قِيَمَ السَّماحَةِ والتَّيسِيرِ، وَجَعَلَ فَاتِحَةَ ذَلكَ كُلَّهُ فِي التَّنويهِ بِحرْمَةِ الأموالِ والدِّماءِ، والأعرَاضِ والأنْفُسِ، وَتعظِيمِ أمرِها، فَقَالَ: (إنَّ دِماءَكُم، وأموالَكُم، وأعرَاضَكُم حَرامٌ علَيكُمْ، كَحُرمَةِ يَومِكُمْ هَذا، فِي شَهرِكُمْ هَذا، في بَلَدِكُمْ هَذا).. إنَّهُ البَلَدُ الحَرَامُ. وأشار معاليه إلى أن هَذَا البيتُ الذي جَعَلَهُ اللهُ (أمْناً) وَتَكَفَّلَ بِحفظِهِ، يُمَثِّلُ مَصدَرَ القَلبِ لِلعالَمِ الإسلاميِّ، مؤكدا أن المملكةُ العربيةُ السعوديةُ بِقيادةِ خَادِمِ الحَرمينِ الشَّريفينِ – أيدَهُ اللهُ ورَعَاهُ – تَبذُلُ الغالِي والنَّفيسَ فِي سَبيلِ تَيسيرِ مَناسكِ الحجِّ والعُمْرَةِ، وتَتَجَدَّدُ خِدْمَاتُها وتَتَنَوَّعُ وِفْقاً للاحتياجاتِ والمُتَطَلباتِ والأشوَاقِ التي تَملأُ قُلوبَ المسلمينَ والمُسلِماتِ لِزيارَةِ بَيتِهِ الحَرَامِ. وأكد أن الإعلامُ بات اليومَ يمثِّلُ قوةً كُبرى في تنميةِ المجتمعاتِ ورفعِ الوعيِ المُجتمَعيِّ، وهو أحدُ أوجُهِ القُوَّةِ الناعمةِ التي تُسهِمُ في بناءِ المجتمعاتِ، وتُدافعُ عنْ حِياضِ الأمَمِ، وتُدَوِّنُ إنجازَ الحضاراتِ، مما يُوجِبُ الوَعيَ العَمِيقَ بِمَبادِئِهِ وَقَيَمِهِ الرَّئيسَةِ. وقدم معالي وزير الثقافة والإعلام الشكر لكُلَّ مَنْ أسهم فِي إنجاحِ التَّغطيَةِ الإعلاميةِ لِموسِمِ الحجَّ لهذا العامِ من الوفودِ الإعلاميَّةِ العَربيَّةِ والإسلاميةِ والعَالميةِ، كما شكر وسَائِلِ الإعلامِ السُّعُوديَّةِ عَلى تَغطياتِهِمُ المُستَمِرَّةِ خلالَ فترةِ الحجَّ. وشكر معاليه النُّخَبِ الثقافيَّةِ والإعلامِيَةِ في وَسائِلِ التَّواصُلِ الاجتِماعِيِّ المُتَنَوِّعةِ التي رافَقَتْ بِحُضُورِها هَذِهِ المُناسَبَةِ العَظيمَةِ، مشيدا بِجُهُودِ العاملين فِي وِزَارَةِ الثقافةِ والإعلامِ، والهيئاتِ التَّابِعَةِ لها على ما بَذَلوهُ مِن جَهدٍ كبيرٍ في كافَّةِ قِطاعاتِ الوِزارةِ لإنجاحِ هذا المَوسمِ. وأعرب معاليه عن أمله في أنْ يَستَمِّرَّ التَّواصُلُ وأنْ يَتَجَدَّدَ الِّلقاءُ ويُكَرَّرَ في مُناسَباتٍ عدِيدَةٍ. كلمات الوفود بعد ذلك ألقيت كلمة وفود الدول الإسلامية ألقاها نيابة عنهم المدير العام لمركز أمجاد للثقافة والإعلام في موريتانيا سيدي ولد الأمجاد وصف فيه هذا التلاقي الإعلامي الكبير من مختلف أنحاء العالم باستضافة كريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية بأنه أكبر رسالة إعلامية تجسد بالصوت والصورة البعد الحضاري المستنير للخطاب الإعلامي الإسلامي المعاصر.ونوه بالمشروعات التطويرية التي يشهدها الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة لخدمة ضيوف الرحمن. ورفع الوفود في ختام المناسبة الشكر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد على ما يقدمونه للحجاج كافة من جهود كبيرة لتيسير أداء هذه الفريضة العظيمة.