الحج مدرسة ايمانية واخلاقية عظيمة لذلك على كل حاج يسر الله له الاستطاعة بأداء هذا الركن العظيم ان يجتهد في النهل من هذا النبع الايماني الذي تحمل من اجله المشقة والنفقات حتى يفوز بمغفرة الله ورضوانه. وكما ان اداء هذه الفريضة يكمل اركان الاسلام للمسلم، فان العبادة تكتمل بالفوز، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة). هذا هو بيت القصيد، فخلال ايام المناسك وما بعدها من ايام وسنوات العمر، حري بالحاج التزام السلوك القويم وان يجتهد في ملازمة التقوى واذكاء روح السماحة والتعاون تجاه الغير بطيب القول والفعل، ومن المهم في هذا السياق على وجه الخصوص، الالتزام خلال المناسك بالانظمة التي وضعتها الدولة لتنظيم الحشود من ملايين الحجاج في الرحاب الطاهرة للاستفادة من المشروعات الضخمة وتحقيق كافة سبل الراحة والطمأنينة، وتعظيم جهود عشرات الآلاف من العاملين في القطاعات الامنية والمدنية بكافة مجالاتها وتخصصاتها من اجل السلامة ويسر المناسك. وفي هذا السياق جاءت حملة جديدة من حملات التوعية (الحج عبادة وسلوك حضاري) التي اطلقها صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والمسؤولية هنا تقع اولا على المواطنين والمقيمين من حجاج الداخل وكذا الذين يعملون في خدمات الحج، بالحرص التام على تطبيق الانظمة، التي من شأنها انجاح موسم الحج، وقد جاء تأكيد سموه بلغة واضحة للمواطنين على "من لا يحترم نظام وطنه لا يحترم نفسه ولا يستحق الاحترام". إن حملة (الحج عبادة وسلوك حضاري) وان كانت تتعلق بموسم الحج، الا انها تؤصل ايضا القيم الاسلامية الحضارية لمن يستلهم معاني ودروس ومقاصد الحج في حياته، ولعل اولى الاسباب بالنسبة للمواطنين والمقيمين هو تصريح الحج، اما غير الملتزم الذي يتحايل على ذلك او على انظمة الخدمات عموما، عليهم ان يبذلوا روح المسؤولية والتعاون والانضباط وعدم مساعدة اي مخالف، فكما قال الامير خالد الفقيصل "ان خدمة ضيوف الرحمن في هذه الارض المباركة شرف نعتز به جميعا، بداية من قيادتنا التي نفخر بها وبمسيرتها المباركة، وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان ولا يزال يقدم ويشدد على اهمية مكانة الاراضي المقدسة وخدمة ضيوف بيت الله". الله تعالى يقول في كتابه العزيز "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) والبر والتقوى هنا يتمثلان في تعاون المواطن مع اجهزة الدولة خلال موسم الحج في تحقيق مقاصدها براحة وسلامة الحجاج، والابلاغ وعدم التستر على اي تجاوز للانظمة خاصة وان اعداد الحجاج تضاعفت وتضاعفت معها الخدمات والامكانات والجهود، لكن ما يحدث من تحايل وعدم التزام البعض والاستغلال لتحقيق مكاسب مادية على حساب انظمة الحج، انما هي افعال مخالفة وتؤثر سلبا على خطط الحج، لذلك كان التأكيد واضحا وعميق الدلالة من سمو امير المنطقة رئيس لجنة الحج المركزية باهمية الالتزام بالانظمة. ان الدولة بخططها وجهودها وخدماتها في كافة المجالات لا يجب ان تقلل منه او تشوهه جهالات وتجاوزات انانية على حساب المقاصد العامة، نعم من حق العاملين في الحج من المواطنين ومؤسسات حجاج الداخل الاستفادة من انشطتهم الخدمية في الحج، لكن ضمن الهدف الاسمى للمملكة بانجاح موسم الحج، وان يؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم ومغادرة البلاد وقد فازوا بالحج المبرور والذنب المغفور باذن الله. للتواصل 6930973