أكد معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي أن الإحصاءات الدولية تنصف المملكة، عندما تم تنصيبها الدولة الأولى التي تتصدر جميع دول العالم في دعم العمل الإنساني بما نسبته (0.5 %) من مجمل دخلها الوطني، عادّها نسبة كبيرة لم تصل إليها معظم دول العالم، رغم أن الأممالمتحدة قررت تقديم الدول المانحة ما نسبته (0.7%) من إجمالي دخلها الوطني. وشدّد معاليه في تصريح أدلى به أمس بمناسبة يوم العمل الإنساني العالمي، الذي يصادف التاسع عشر من أغسطس من كل عام، على حرص المملكة التي لا تدخر جهودها وإمكاناتها لتقديم الدعم للقضايا الإنسانية في جميع بقاع العالم، انطلاقاً من سياستها الثابتة تجاه التعاون بين الدول والشعوب من أجل تعزيز السلام العالمي والمحافظة على المكتسبات الإنسانية دون النظر إلى دين أو عرق. ونوه باعتزازه بمبادرات أبناء الوطن، المتمثلة بتفاعلهم مع قضايا الإنسان في كل مكان وتقديم الدعم للمنكوبين في أي مكان في العالم، لاسيما الدول التي تتعرض للمحن والكوارث، مذللين ما يعترض طريقهم من عقبات أثناء أداء عملها الإنساني لإغاثة الضحايا. وبين الدكتور القصبي أن المجتمع السعودي عرف بحرصه على العمل الإنساني، ودعمه الدائم للعدل في القضايا الإنسانية، على غرار القضية الفلسطينية، وقضية شعب البوسنة والهرسك والشعب السوري، والشرعية في اليمن، والكوارث الطبيعية في باكستان وغيرها من الدول. وأشار معاليه إلى الهيئات ومنظمات العمل الإنساني الدولية والأممية، التي تنفذ أعمالاً إنسانية جليلة على مستوى العالم، استحقت من خلاله أن تكون أنموذجاً يحتذى به في العمل الإنساني. ودعا إلى تضافر الجهود الدولية لمواجهة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة التي يتسع نطاقها باستمرار، ما يمثل تحدياً جدياً أمام منظمات العمل الإنساني يحتم مواجهته تحقيقاً للسلام والاستقرار في العالم، وحماية الحياة والكرامة الإنسانية، لاسيما للنساء والأطفال والشيوخ بوصفهم أكثر الفئات التي تتأثر بأي كارثة أو نزاع. وتناول معاليه، حديثاً سابقاً للمشرف على بعثة الاتحاد الدولي للصليب الأحمر ستيف مكاندوز، أكد فيه أن المملكة الأكبر دعماً على مستوى العالم للعمل الإغاثي والإنساني، مشيراً إلى أنها تستحق لقب مملكة الإنسانية، من خلال مبادراتها في العمل الإنساني والتبرعات والمساعدات التي تدفع بها للدول المتضررة سواء بسبب الحروب أم الكوارث الطبيعية. وأوضح معاليه أن المملكة قدمت مساعدات إغاثية عبر القنوات الثنائية والإقليمية والدولية 245 مليار ريال في الفترة من عام 1973 إلى 1993م ومثلها خلال العشرين عاماً الماضية، وهو ما يعادل نسبة 5،5 % من المتوسط السنوي لإجمالي الناتج الإجمالي في تلك الفترة مساعدات للمحتاجين، ويأخذ دعم المملكة بُعداً عالمياً يتمثل في اتساع الرقعة التي تغطيها هذه المساعدات بوصولها إلى أكثر من 100 دولة على مستوى العالم. وشدّد القصيبي على أن إيمان المملكة بأهمية دعم العمل الإنساني، يظهر جلياً في كثير من المبادرات العالمية التي استفاد ويستفيد منها العالم بأسره، منوهاً بمركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية، الذي يعد تأكيداً عمليًا لإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم. وأكد معاليه أن تفعيل المملكة للعمل الإنساني ودعمه بمختلف الأشكال التي تضمن نجاحه ووصوله لمستحقيه، إلى جانب المبادرات العالمية، ستتواصل على نفس النهج الذي بدأت به، النابع من التزاماتها الأخلاقية تجاه المناطق المنكوبة، ووقوفها مع الإنسان أينما كان بمجرد تعرضه لكارثة، عادّه دورًا ريادياً في تقديم الأعمال الإنسانية التي اضطلعت به هذه البلاد المباركة، منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- .