مصائب الأمم يمكن وصفها كالأمراض لأنها تصيب جسد المجتمع الذي يجب معالجته بعد التأكد من التشخيص الصحيح ووصف العلاج الشافي لأن أغلب الأخطاء الطبية سببها سوء التشخيص أو وصفة العلاج التي ممكن أن يكون سببها تشخيصا خاطئا أو قناعة الطبيب بنوع العلاج أو بتجربته للتأكد من فعاليته، وهذا ما يفعله الطبيب الخائن للأمانة مع المريض لصالح شركات الأدوية أو للاستكشاف الشخصي على حساب سلامة الإنسان. لا يختلف الوضع كثيراً في حالة أن مرض الإرهاب المعدي والذي يصيب الفكر ومصدره الكتب، وقد أكد التشخيص أن السبب الرئيسي هي مدخلات تم وضعها في كتب تُدرس للشخص منذ الطفولة ويقال له إن كل ما تتلقاه هنا مرجعيته لله ورسوله وليس كلام وتفسير بشر يخطئ ويصيب، وهنا مربط الفرس، وقد حددت التحاليل والاشعات مصادر المكروب الفكري ووثقت النتائج بما يحدث ويشاهد بالعين المجردة من الأقوال والأعمال الدنيئة. العلة تتفاقم عندما يأتي طبيب أو من يُعتبر أنه المتخصص في علاج الداء وبعد مشاهدة كل نتائج التشخيص المختلفة والتأكد من أسباب المرض ومصدره يقوم هذا المؤتمن بتغير التشخيص للمريض ويحاول إقناعه بأن سبب المرض ليس ما أظهرته المختبرات ولكن ما يعتقد قداسته ويُعتبر بعيداً عن نتائج التشخيص، للأسف هذا هو حال أغلب المتدينين في معالجة آفة الإرهاب وهذا ما سيؤخر العلاج ويجعل الحالة مزمنة. في خطبة الجمعة الماضية بأحد المساجد كان الإمام يؤكد أن أسباب انحراف الشباب الفكري وإتباعهم للتطرف والإلتحاق بالعصابات الإرهابية يعود لمتابعتهم للقنوات التلفزيونية التي تعمل على افساد فكر الشباب ومعها وسائل التواصل، وأن الشاب يكتشف هذا الفساد ثم يعود إلى رشده فيستغفر الله ويلتحق بهذا الفكر لمحاربة الفساد الأخلاقي والإجتماعي!! هذا هو تشخيصهم!؟ إمام المسجد يُعتبر من الاطباء في علاج علة الإرهاب التي ثبت أن أساسها كتب فقهية تستند على مرجعيات دينية متخالفة، وقد قام بتغير التشخيص وبالتالي غير الوصفة العلاجية المطلوبة بوصفة هو يظن أنها علاج والواقع يقول أنه يعيش في القرن قبل الماضي، فالقنوات الفضائية لا يمكن اغلاقها والإنترنت لا يمكن وقفه، فكيف تحول المستحيل في عقله إلى علاج لولا أنه أخطأ التشخيص؟ وبالتالي لم يجد أي علاج لتخبيصه غير تخبيص أكبر أحسبه مشجع وليس مثبط للحالة. الوضع يحتاج مصارحة كما يحتاج المريض لمعرفة حالته بصراحة وليس بمواربة، لأنه بعدم مصارحة المريض بحالته وسببها قد يستمر في ممارسة أو تناول سبب العلة لأن الحقيقة لم تقال ولهذا لن يتغير الحال، لابد من الإعتراف بالتشخيص وبكل وضوح لكي يتحمل حتى المريض مسؤولية العلاج قبل أن تصبح الحالة حرجة. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا