امتهنت الأسر في الماضي العديد من الحرف التقليدية التي كانت مصدرًا اقتصاديًا مهمًا لكسب لقمة العيش والتكيف مع ظروف الحياة المختلفة في مناطق المملكة، ومنها حرفة حياكة «الشملة» التي تصنع من خيوط القطن والصوف، وتتميز بأشكالها وألوانها الزاهية وزخارفها المستخدمة حتى وقتنا الحاضر. والشَّمْلَةُ كِساء من صوف أو شعر يُتَغَطَّى به ويُتَلَفَّف فيه، والجمع: شِمالٌ، وتبدأ المرحلة الأولى من حياكتها، بقص فرو الأغنام وغسله وتفكيك أجزائه بآلة «الكرداش» التي تتكون من لوحين مدببين بداخلها أسنان تسهم في عملية التفكيك، حتى يصبح ك «العهن المنفوش». وفي المرحلة الثانية تتم عملية «غزل الفرو» المستخدم فيها أدوات مخصصة منها «الغزلة» وهي عبارة عن عصى مقسومة إلى قسمين، يوضع الفرو في مقدمتها في عملية يطلق عليها ب «العميتة» ليتم بعدها عملية البرم بالمغزل لتكوين خيوط «الدجة». أما في المرحلة الثالثة فيتم صنع الشملة بعد تجهيز خمس كرات من خيوط «الدجة» البالغ طولها أربعة أمتار، وتجهز في غرفه تكون أطوالها خمسه أمتار وعرضها ثلاثة أمتار، حيث يتم نصب أربعة أعمده تُسمّى بالمناسيب لربط الخيوط من أربعة جوانب، في حين يفضلها الكثير من الناس بالألوان: الأبيض، والأسود، والأحمر، والأخضر، والأصفر. ويتصف شكل «الشملة» بأشكال هندسية متنوعة تعتمد على مبدأ التناسب والانتظام، وبالتكرار المنتظم، يتجلى ذلك في الحياكة اليدوية بالخطوط الأفقية المتوازية المميّزة لنقوش السدو، فيما يستغرق عمل حياكة الشملة الواحدة 15 يوماً، وتتعدّد الأنواع والأغراض التي يمارس السدو فيها، ومن أنواعه: الشملة، والهرس، والخرج، والبطان، والرواق. وتظهر الأشكال الهندسية للشملة في صور مثلثات أو نقاط أو هرميات صغيرة متكررة من خلال آلة تسمى «المنشزة»، وأخرى تعرف باسم «المدرا» وتستخدم من خلالهما ألوان الزينة بوجه الشملة على شكل مربعات يطلق عليها مسمّى «الحتاوي» التي يكون مجموعها في الشملة ستة حتاوي بعدد من الألوان يغلب عليها اللون الفاتح.