ولازلت اذكر الأمس الذي كان يستقبل فيه شهر رمضان المبارك شهر العبادة والقرآن بالفرح والحبور والابتهاج طوال ايامه ابتداء من مقدمه الميمون ومروراً بليلة النصف التي تعرف خليجياً بالقرقيان او الكريكشون ثم لياليه الاخيرة التي تسبق عيد الفطر المبارك وينتظره – الذكور والاناث – الكبار والصغار بشوق ولهفة ينعم الجميع باحداثه الدينية والانسانية وينهلوا من بركاته في الايثار والبذل والعطاء وفي التقارب والترابط والتراحم بالتزاور بين الاهل والاصدقاء ومازال رمضان الامس محفوراً في الذاكرة بذكرياته الجميلة فعندما يهل هلال شهر رمضان تنتابني الفرحة بقدومه لان صيام الشهر وتلاوة القرآن شفيعين لاصحابهما يوم القيامة وبه ليلة خير من الف شهر وهي ليلة القدر افضل ليالي السنة كلها لقول الله تعالى في محكم التنزيل : "إنا انزلناه في ليلة القدر وما أدراك من ليلة القدر، ليلة القدر خير من الف شهر". ومن قام ليلة الاقدر – لعظم قدرها وشرفها – ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وهي خير من الصلاة والتلاوة والذكر في الف شهر الذي يعادل (83) سنة واربعة اشهر. فعنت ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من صام رمضان ايمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في الوتر من العشر الاواخر من رمضان. وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت : يا رسول الله أرأيت ان علمت أي ليلة ليلة، ما اقول فيها؟ قال : "قولي : اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني". وفي اول ليالي رمضان يؤدي عشرات الالوف من سكان بيت الله الحرام وسكان المدن والقرى والهجر المجاورة لمكةالمكرمة فتمتلئ ساحات واروقة ومداخل المسجد الحرام بالمصلين من مواطني بلاد الحرمين الشريفين وبعض مواطني البلدان العربية والاسلامية. وفي اول ليالي شهر رمضان تشهد اسواق مكةالمكرمة انتعاشاً كبيراً قبل واثناء شهر رمضان لتزايد حجم الاقبال على شراء المواد الاستهلاكية الغذائية وتستمر الاسواق طوال شهر رمضان المبارك مكتظة بالصائمين الذين تتصدر موائد الافطار في كل يوم من ايام شهر رمضان المبارك التمور بمختلف اصنافها لسهولة هضمها وسرعة امتصاصها في الجسم لاحتوائها على اغلب العناصر الغذائية الاساسية من سكريات وبروتين ودهون وماء بالاضافة الى المعادن كالكالسيوم والحديد والصوديوم والكبريت والبوتاسيوم والفسفور والمغنسيوم والفيتامينات ويفيد في الوقاية والعلاج من فقر الدم (الانيميا) وبقلل مستوى الكولسترول وينظف الكبد من السموم ويعالج اليرقان ويبيد الجراثيم ومضاد للاكسدة ومقو لجهاز المناعة والاعصاب والبصر والسمع ومهدئ للسعال ويمنع تكون الحصوات ومصدراً رئيسياً للطاقة الحرارية اللازمة لجسم الانسان والوقاية من الاصابة بمرض السرطان.