لقد نادى القرآن الكريم الناس قاطبة ان يتعاونوا ويتعارفوا قال تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير". وفي ضوء هذا التوجيه الالهي الكريم يأتي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فعن ابي موسى رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " وشبك بين أصابعه. متفق عليه. فالتوجيه الالهي الكريم وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم يدعونا الى التعاون واجتماع الكلمة وتوحيد الصفوف ، وأن يكون المؤمنون بعضهم أولياء بعض ، وأن يكونوا أقوياء بوحدتهم وقوتهم يشد بعضهم بعضاً. فبكل الوضوح والحسم جاءت رسالة الملك سلمان الى مؤتمر إنقاذ اليمن الذي عقد في الرياض لتضع النقاط على الحروف لتؤكد المعاني السامية للتوجيه الالهي الكريم ، ذاكراً بأن شكل الحياة المعاصرة ومدخلاتها ومخرجاتها تتهيأ بالالتزام بالتوجيه الالهي وجاءت دعوة حكيمة وصادقة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للمجتمع الانساني الدولي في تحذير من إطالة أمد ارتكاب جرائم القتل، جرائم ضد الانسانية ضد الشعب اليمني المناضل والمسالم. ولأجل ذلك جاءت رسالة الملك سلمان واضحة مؤكدة ان قتل الابرياء جريمة كبرى تعاقب عليها كل الشرائع السماوية والوضعية فعن ابن سعود رضي الله عنه قال : ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل دم امرئ مسلم شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله الا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدمه المفارق للجماعة ". رواه البخاري ومسلم. إن هذا الحديث يوضح جريمة النفس الانسانية ومكانة الانسان المؤمن وانه لا يحل دمه بأي حال من الاحوال فقد حرم الله تعالى العدوات على النفس قال تعالى : "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله بالا بالحق" (152 – الانعام) ويجب على الدول المحبة للسلام الا تحيد عنها. وهذا بالفعل ما اكدته الرسالة الكريمة في موقف المملكة مع الشعب اليمني يتمشى مع مبادئ الاسلام التي تنادي بالحفاظ على دماء الشعب اليمني ، فوراء نزيف الدم الذي ترتكبه ميليشيات الحوثي وصالح تاريخ طويل من المذابح والقصف العشوائي لبيوت المواطنين اليمنيين والطرد والتشريد وكل وسائل الضغط والارهاب والترويع. وهناك ما يشبه الاجماع في المجتمع الدولي بأسره في مجلس الامن بصدور القرار الأممي (6 / 22) على اهمية وقف نزيف الدم الذي ارتكبه الحوثيون والمخلوع في اليمن والمطالبة بمحاكمة الطغاة في اليمن. ومع هذا فقد قامت المملكة كما هي عادتها بدورها مع القدر كما ذكر الملك سلمان في رسالته الى المؤتمر التي اقيمت في الرياض والتي القاها نيابة عنه السكرتير العام لمجلس التعاون الخليجي وتحمل الملك سلمان وشعب المملكة مسؤولية تاريخية انسانية تساندها وتعاضدها دول مجلس التعاون ليؤكدوا جميعاً حرصهم على حياة شعب اليمن وانه سيظل حياً وأنه ليس لوحده الى جانب حرصها على تنفيذ برنامج "عودة الامل" للشعب اليمني قولاً وعملاً يدعمها في ذلك المجتمع الدولي والانساني بمعالجة الوضع اليمني لإعادة الامل الى وجوه المجتمع اليمني التي مازالت محوراً لكل الجهود الخليجية والعربية والاسلامية والدولية. لكل هذا جاءت رسالة الملك سلمان لتؤكد ان التحركات السياسية والدبلوماسية السعودية للتنديد بما تقوم به مليشيات الحوثي والمخلوع من ارتكاب جرائم ضد الانسانية التي حرمها الله سبحانه تعالى انما تعبر عن وجهة نظر صادقة هدفها الاساسي حماية الشعب اليمني من القتل والتشريد والارهاب. لذلك اقول ان موقف المملكة مع شعب اليمني – كما اكدته الكلمات الصادقة والرائعة في رسالة الملك سلمان انما هي رسالة عاجلة وانسانية لكل شعوب الانسانية الدولية – وهذا ما لمسناه من تبرع المملكة بمبلغ (274) مليون دولار لهيئة الاغاثة الدولية لليمن من اجل الوقوف مع الشعب. خلاصة القول ورؤية موضوعية شفافة .. فإن الموقف السعودي مع الشعب اليمني كما اكدته الرسالة الكريمة تطالب العالم اجمع بوقفة انسانية دولية تدعم الشعب اليمني في موقفه من الظلم الجائر في اليمن، وتحرره من جرائم الارهاب التي يرتكبها مليشيات الحوثي والمخلوع وعدم السقوط في مستنقعات الكيل بمكيالين وعدم خلع الشعب من وطنه كما يحدث في سوريا وما خلفه على طريق مستقبل حاتم ومجهول . قال المتنبي: ودهر ناسه ناس صغار وإن كانت لهم جثث ضخام وما أنا منهم بالعيش فيهم ولكن معدن الذهب الرغام وبذلك جاء الرد الحكيم على التزام الحوثية ومن يساندها التي لم تعد قادرة على فهم التوجيه الالهي التي اصبحت هي الوسيلة الوحيدة التي اعطت دول التحالف القدرة والقوة لصد العدوان الحوثي ومساعدة الأمن والاستقرار الداخلي في اليمن.