في الوقت الذي تستعد فيه مصائفنا في جنوب المملكة لاستقبال المصطافين ، ومن ذلك منطقة الباحة، يؤكد عدد من المواطنين والسياح على اهمية تأسيس بنية تحتية جيدة تكون اساساً ضرورياً لسياحة واعدة، وذات قدرة على جذب الناس من السفر للخارج ، كما يؤكدون على اهمية النظافة واعتدال الأسعار، لأنه من غير المعقول بحسب رأيهم ان تكون الاسعار السياحية خارج المملكة اقل من الداخل الذي يمتاز بالغلاء والمبالغات السعرية. (البلاد) تعرض في هذا التقرير المصور استعدادات منطقة الباحة لصيف هذا العام وما وضعه وتابعه المسؤولون خلال الايام والاسابيع الماضية لاعداد كل المناطق السياحية وتهيئتها امام السواح والزوار ، وما هي مطلعات وآمال السواح من سياحة متكاملة وذات ذكرى جميلة. اهتمام المسؤولين وفي السياق ذاته وجه صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة برفع جاهزية قطاع الإيواء السياحي بالمنطقة استعداداً لاستقبال الزوار وشدد سموه على مراقبة كافة دور الإيواء بالمنطقة والتأكد من جاهزيتها لاستقبال السياح والمصطافين والزوار وجودة خدماتها مع ما يحتاجون وكذلك مناسبة أسعارها وكذلك الالتزام بالتعليمات المحددة لعمل قطاع الإيواء السياحي دون استثناء. وأكد سمو أمير منطقة الباحة أهمية بذل الجهود وتقديم الأفضل من أجل سياحة ناجحة وجاذبة تبدأ أهميتها من السكن النظيف والخدمات الأجود. إدارة التطوير السياحي أوضح ذلك مدير إدارة التطوير السياحي بإمارة الباحة سعيد بن ناصر بن ريحان , مشيراً الى أن لجنة شُكلت بقرار من سمو أمير المنطقة , وعقدت عدد من الاجتماعات برئاسة وكيل إمارة المنطقة الدكتور حامد بن مالح الشمري , الذي يتابع أعمال هذه اللجنة بصفة مستمرة , ويؤكد في كل اجتماع على عدم التهاون في تطبيق اشتراطات السلامة , وتوفير الخدمات وجودة الأثاث داخل الشقق والفنادق والمنتجعات. وأشار بن ريحان الى أن اللجنة بدأت أعملها منذ شهرين تقريباً , بالتنسيق مع الإدارات الخدمية ذات العلاقة , من خلال متابعة تطبيق ما يتم إقراره , ورصد أي قصور أو ملاحظات على أرض الواقع , ورسم الخطط والاستراتيجيات , وفق جداول زمنية ومعلومات احصائية , يتم بموجبها التعامل مع ارض الواقع , لمتابعة دوار الايواء والمطاعم والمتنزهات , ومدن الالعاب والمراكز التجارية والمواقع السياحية , وترفع تقارير دورية لأمير المنطقة في كل ما يخص ذلك. الخدمات والنظافة وأضاف بن ريحان أن الجولات التفقدية تهدف الى الوقوف على ما تقدمه تلك الجهات من خدمات واسعار مناسبة لمستوى تلك الخدمات ومستوى النظافة وضمان جودة الأثاث المستخدم وتوفير الخدمات العامة , كالإنترنت والمغسلة والمطعم و"الكوفي شوب" والتموينات الغذائية وعربات نقل العفش , والممرات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة , وتفعيل دور الاستقبال في استقطاب السياح , عبر حسن المظهر وحسن التعامل والقدرة على إيصال المعلومة السياحية , وتجهيز وسائل الأمن والسلامة وفق الاشتراطات والأنظمة المتبعة , والتنسيق في ذلك مع الجهات المعنية , سعياً لتقديم كل ما فيه راحة ومتعة للزوار , وتلبية حاجات ورغبات المصطافين بمختلف فئاتهم العمرية , حتى يحرصوا على تكرار الزيارة للمنطقة . تكثيف الجهود من جانب اخر رأس وكيل إمارة منطقة الباحة الدكتور حامد بن مالح الشمري نائب رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة رئيس اللجان المنظمة للمهرجان , في مكتبه بالإمارة هذا الاسبوع , اجتماع اللجان المُشكّلة من الجهات المعنية والمشرفة على مهرجان صيف الباحة لهذا 1436ه . ونقل الدكتور الشمري في كلمته خلال الاجتماع توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة المشرف العام على مهرجان صيف الباحة, بضرورة تكثيف الجهود وتكاملها من مختلف الجهات الحكومية الخدمية منها والأمنية من أجل تميّز صيف هذا العام والعمل بروح الفريق الواحد من كافة اللجان المشكلة . وأكد أهمية تجديد وتنوع فعاليات مهرجان الصيف, والتركيز على المواقع السياحية وإعطاء الزائر والمصطاف فكرة عنها قبل قدومه للمنطقة من خلال وسائل الإعلام المختلفة , وإبراز الأجهزة الإعلامية إلى ما وصلت إليه المنطقة , من نهضة تنموية شاملة ومواقع سياحية مميزة , راجياً أن يحقق مهرجان صيف هذا العام الأهداف المرجوة منه , التي يتطلع إليها كل زائر ومصطاف , وكذلك أهمية توفير كل ما يحتاجونه , من خدمات خلال تواجدهم بالمنطقة , وتهيئة وتحسين المواقع , وصيانتها المستمرة . مراقبة الخدمات وشدد وكيل إمارة منطقة الباحة, على أهمية التزام اللجان المشكلة بالمهام التي كُلِّفت بها مع ضرورة الرفع الدوري بما يتم رصده والحرص على جودة الفعاليات التي سيتم إقامتها خلال المهرجانات ومناسبتها لكافة شرائح المجتمع والالتزام بها وفق ما تم تنظيمه بدليل الفعاليات , والتأكيد على أن تكون انطلاقة صيف هذا العام مغايرة عن الأعوام السابقة من حيث جودة المخرج والتهيئة الفعلية لكافة المواقع لكون الباحة تتمتع بالعديد من المواقع السياحية المميزة والطبيعة الخلابة، والمراقبة الدائمة لقطاع الإيواء والمطاعم وكافة الخدمات المُقدّمة . بعد ذلك ناقش المجتمعون, خطط العديد من الجهات الحكومية المعنية بصيف هذا العام في مدينة الباحة, ومحافظات بلجرشي, والمندق, و( الاطاولة ) – القرى , وبني حسن كونها تتمتع بأجواء جميلة ومعتدلة خلال فترة الصيف . أهمية الرؤية المشتركة ويقول الأستاذ الاديب جمعان الكرت في مقال سابق له : في المحاضرة التي ألقاها الدكتور عادل شاويش " أستاذ بجامعة الباحة " بمقر النادي الأدبي بالباحة الأسبوع الفائت تحت عنوان " صناعة السياحة تطبيقاً على منطقة الباحة " خرج الحاضرون في أعقاب النقاش إلى أن السياحة في الباحة لا يمكن أن تتطور ما لم يكن هناك رؤية مشتركة , بين جميع المصالح الحكومية ذات العلاقة بالباحة , بمشاركة المواطنين سواء كانوا رجال أعمال أم أصحاب خدمات أخرى كالشقق المفروشة، الفنادق، المطاعم ، تأجير السيارات وغيرها. بتناغم العمل وتناسق الخطط، وتوحيد العلاقة لعمل تكاملي. ومنطقة الباحة تعد كنزاً سياحياً لم يستثمر بعد ، لمميزاتها الطبيعية، والمناخية، والموروثات الشعبية والعمرانية والثقافية، إذ تجمع ما بين البيئة الجبلية، والساحلية، والصحراوية، وتكتسي جبالها بغطاء نباتي كثيف من أشجار العرعر والطلح فضلاً عن الأحراش والنباتات الأخرى، لدرجة أن الباحة بكاملها تعد حديقة كبيرة ، فالغطاء النباتي متواصل بدءاً من دوس زهران حتى بالشهم غامد، ومن مزاياها أيضاً المباني التقليدية من منازل حجرية، حصون، مدرجات زراعة، تجعل للباحة خصيصة يتوق السائح لزيارتها، وتكرار العودة إليها، فضلاً عن وجود مواقع أثرية ضاربة في القدم تحتاج إلى كشف أسرارها، واستنطاق مكنوناتها، وتسويقها سياحياً، ومن أهمها : درب الفيل، الناصف، العصداء ، عشم، قرى معشوقة ، قبر كليب، قرية ذي عين، وغيرها. مؤشر نجاح السياحة وقال الكرت : متى ما حدث التكامل سوف يرفع مؤشر نجاح صناعة السياحة في الباحة خصوصاً أن سمو أمير المنطقة الأمير مشاري بن سعود لديه رؤية واعية في هذا الصدد , وسبق وأن ألقى محاضرة عن السياحة , وأبان فيها أهمية تطوير السياحة في الباحة، على اعتبار أن الباحة مؤهلة لأن تكون إحدى أهم مناطق الجذب السياحي في المملكة العربية السعودية، لتوفر المقومات الحقيقية بها. بقي شيء ذو قيمة يتمثل في ضرورة تشجيع أصحاب المهن اليدوية الاستمرار في تصنيع منتجاتهم ، وعرضها وبيعها في المواقع السياحية ، فالسائح يهمه التعرف على هذه المصنوعات واقتنائها لتظل ذكرى تربطه بالمواقع التي زارها. مع التخطيط لزراعة الفواكه التي تتميز الباحة بإنتاجها مثل " التفاح الباحي " ذي الحجم الصغير والنكهة الرائعة ، والعنب ، والحماط ، اللوز، والزيتون، مع دعم وتشجيع أصحاب المناحل لإنتاج عسل شهي دون إضافات سكرية كل تلك وغيرها تجعل السياحة صناعة حقيقية وتحقق رضا الزوار، وترفع أيضاً نسبة دخول الأسر، مما يسهل لهم تقديم خدمات أفضل ، وثمة جوانب تحتاجها الباحة ، كلية زراعية ، وأخرى للسياحة مع إقامة مصانع صغيرة مرتبطة بالمنتوجات الزراعية كتجفيف التين " الحماط " وتعليب الفواكه وكذلك الزيتون واستخلاص زيته. إن السياحة صناعة متى اتضحت الرؤية وتجلت الأهداف وخُطط لتحقيقها بشكل سليم، وعمل متكامل ، وجهود متضافرة.