نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، افتتح صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن عبدالله بن مشاري مساعد وزير الداخلية لشؤون التقنية مساء أمس بجامعة الملك سعود في الرياض الندوة الوطنية لأنظمة القيادة والسيطرة والأمن السيبراني . وبدئ الحفل الخطابي لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى مساعد وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي والتبادل المعرفي ونقل التقنية ، الدكتور عبد الله بن شرف الغامدي كلمة أوضح فيها أن التحديات العسكرية والأمنية والمعلوماتية المتلاحقة التي تمر بها دول المنطقة في ازدياد كمي ونوعي , مما يحتم وجود قدرة وطنية مستدامة مبنية على شراكة بين القطاعات العملياتية التنفيذية والمراكز البحثية, لافتاً النظر إلى أن الجرائم الإلكترونية احتلت المرتبة الثانية في منطقة الشرق الأوسط ضمن الجرائم الاقتصادية الأكثر شيوعاً في المنطقة. إثر ذلك ألقى معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، كلمة أوضح فيها أن دول العالم المتقدم تهتم اهتماماً كبيراً بأنظمة القيادة والسيطرة والأمن السيبراني وتسخر لها الإمكانات و الدعم، فكما أنها تهتم بسلامة أراضيها ومقدراتها عبر تعزيز قوتها العسكرية ، فإنها تهتم بسلامة أنظمتها الإلكترونية عبر تعزيز الحماية والدعم التقني . عقب ذلك شاهد الجميع فيلما وثائقيا عن " أنظمة القيادة والسيطرة والأمن والسيبراني " . بعدها ألقى صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن عبدالله بن مشاري مساعد وزير الداخلية لشؤون التقنية كلمة أعرب فيها عن سعادته بوجوده في جامعة عريقة تظم نخبة متميزة من العلماء المتخصصين. وأوضح سموه أن "ندوة أنظمة القيادة والسيطرة والأمن السيبراني" ندوة مهمة جدًا في عنوانها ومضمونها و في تعزيز دور التقنية واستثمارها في الدعم والتعزيز لارتباطها الكبير بأمن الوطن والمواطن، وللدور المؤمل منها في نقل وتوطين التقنية. وقال : كل يوم تزداد أهمية التقنية، وكل لحظة تتسارع الأحداث والأوقات بتطور الأجهزة والبرمجيات والتطبيقات بمختلف مجالاتها الأمنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، فتنشأ وتتعاظم اهتمامات وتركيز الدول المتقدمة في وقتنا الحالي بالتطورات الحديثة، وتوفر لها البيئات المناسبة لنموها واستثمارها بما يحقق أمن ورفاهية الشعوب. وأضاف سموه : إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله – ، ودعم صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وكل المسؤولين بمختلف مستوياتهم في قطاعاتنا الأمنية، اهتمت اهتماماً بالغاً وعنيت، وستستمر، بإذن الله، بدعم وتطوير التعليم بمختلف مراحله ومستوياته، بالذات تأهيل المجتمع التعليمي التقني لتوفير بنية تقنية تتوافق مع طموحات القيادة ، فقيادتُنا بحسها الواعي أدركت قيمة مخرجات المعرفة والتقنيات الحديثة التي تسهم في تعزيز أمن وتطور البلاد، باعتبارها أفضل القوى الدافعة تماشياً مع خطط الدولة التنموية لاستدامة الاقتصاد ونموه. وأكد سمو مساعد وزير الداخلية لشؤون التقنية أنه لا يخفى على الجميع الدور المتعاظم الذي تلعبه التقنية الحديثة كوسيط حيوي لأداء الأعمال وتقديم الخدمات الحكومية والتجارية، والأهم من ذلك كونها أداة لنشر الأفكار والمعتقدات، مما جعلها هدفاً لأصحاب الأهداف المشبوهة سواءً كان ذلك في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي. وقال سموه : في هذه المناسبة نستحضر مقولة سيدي ووالدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله- بأن "المواطن هو رجل الأمن الأول" مما يضاعف مسؤوليتنا جميعاً للتصدي لتلك التحديات والمخاطر سواءً في المجال الفكري أو التقني أو الأمني للحفاظ على مكتسباتنا الوطنية. وأضاف قائلا : إن المتتبع لمجال الأمن المعلوماتي والتقنيات الحديثة في مجال القدرة العسكرية والأمنية وواقع الجرائم المعلوماتية والمخاطر الأمنية، ليكتشف مدى تأثيرها الكبير، واستنزافها المعنوي والمادي لمقدرات الوطن، يؤمن بأهمية الاهتمام البالغ بالتقنية، لتعزيز أمنها واستثمارها في تجنب التهديدات الأمنية وخصوصاً الإلكترونية منها، ومواجهتها باستراتيجيات الدفاع التقني، للحد من التهديدات التقنية في المحيط المحلي والعالمي. وقال سموه : المواطن رجل الأمن الأول" نرددها دائماً ونستمر في ترديدها فأنتم من يصنع التقنية، وأنتم من يسخرها ويستثمرها، وأنتم من يستخدمها، فمسؤوليتنا الأمنية والاجتماعية تقع على عاتق كل فرد منا،إننا نعول كثيراً على دور الجامعات السعودية في تحقيق التنمية المستدامة للوطن، من خلال أدوارها الحقيقية في التطوير والتوعية والتعليم والأبحاث والدراسات، ونشر الوعي والفكر الصحيح، كما نتطلع لدور أكبر للقطاعات الأكاديمية مع المجتمع من خلال تفعيل الشراكات مع المنظمات والجهات الوطنية سواءً منها الحكومية أو الخاصة وتقديم الحلول للمشاكل والتحديات التي تواجهها يجعل لها دوراً وطنياً دائماً، وحضوراً معرفيا، يسهم في مشاركة الجامعة في مختلف مجالات الحياة في وطننا الغالي. وأعرب عن شكره لمبادرة جامعة الملك سعود بتنظيم الندوة الوطنية لأنظمة القيادة والسيطرة والأمن السبراني ، راجياً أن تسفر الندوة عن توصيات عملية تسهم في نقل التقنية وتوطينها . بعد ذلك كرم سموه الرواد ورعاة الندوة كما تسلم سموه درعا تذكاريا بهذه المناسبة من معالي مدير الجامعة . ثم افتتح سموه المعرض المصاحب للمؤتمر وتجول والحضور في أروقته ، حيث احتوى المعرض على أجنحة لعدد من الجهات الحكومية والخاصة .