لقد هبت خلال الفترة الماضية عواصف للحزم نعم ليست عاصفة واحدة بل عواصف ولم تكن في جبهة واحدة ومجال واحد بل تنوعت واتسعت لتشمل عواصف جوية وبحرية وارضية وليس ذلك في الجانب العسكري فحسب بل تعدت ذلك الى الجوانب السياسية والاعلامية وحتى ساحات الملاعب الرياضية ومدرجات الجماهير. وأول تلك العواصف هي عاصفة الحزم العسكرية الجوية التي اطلقها الاسد ابوفهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اعزه الله حين انطلقت قوافل النسور الخضر نحو ارض اليمن السعيد حماية وسندا لهم في جهادهم ضد البغاة من الحوثيين واتباعهم . وثاني تلك العواصف هي العاصفة البحرية التي نفذتها بكل احترافية واتقان القوات البحرية الملكية السعودية لإجلاء الدبلوماسيين السعوديين والعرب والأجانب من مدينة عدنجنوب اليمن إلى مدينة جدة على البحر. ومن عواصف الحزم الجوية والبحرية نهبط الان للارض واذا بعاصفة سياسية حازمة انطلقت نحو مملكة السويد ووزيرة خارجيتهم على خلفية تصريحاتها المسيئة لتعاليم الاسلام وحدوده القضائية والشرعية وانتقاداتها لوضع حقوق النساء في المملكة لتعلن المملكة بعدها عن استدعاء السفير السعودي لدى مملكة السويد وتؤكد ان تلك التصريحات تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية، مما يعد مخالفة للمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية. ليس ذلك فحسب بل إن وزيرة خارجية السويد منعت من التحدث فى اجتماع لجامعة الدول العربية بالقاهرة واخذت دول مجلس التعاون الخليجي مواقف قوية وحادة ضد السويد. كما ان وزراء خارجية العرب استنكروا تلك التصريحات مؤكدين أن الدول العربية ترفض هذه التصريحات جملة وتفصيلاً. ولم ننتظر طويلا لنرى نتائج هذه العاصفة السياسية الحازمة للمملكة فبعدها بعدة ايام قدمت حكومة السويد أسفها واعتذارها واكد ملك السويد على قوة ومتانة العلاقات بين المملكتين وإن دور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز معروف في حماية الإسلام. وتابع ملك السويد قائلا "يؤسفنا أي تأويل أننا أهنا السعودية أو الإسلام، ونرجو تفهما سعوديا لقلقنا الفعلي على العلاقات". وعلى اثر ذلك قررت المملكة ردا على الاعتذار السويدي إعادة سفيرها إلى ممارسه مهامه بدولة السويد في إشارة منها على قبول الاعتذار. وما أن هدأت عاصفة الحزم مع السويد حتى هبت عاصفة التلاحم والتي اظهرت قدرة المملكة وثقلها السياسي وحكمتها حينما تمكنت من لم شمل الدول العربية وتم التنسيق لانعقاد مؤتمر القمة العربي في شرم الشيخ بل وكان هناك اتفاق من قادة الدول العربية على دعم عاصفة الحزم. واتسعت عاصفة التلاحم نحو الدول الاسلامية وعلى رأسها تركيا وباكستان لتجتمع الكلمة وتتحد الصفوف مؤيدة وداعمة ومشاركة للمملكة في دفاعها عن اليمن ومجاهدة البغاة الحوثيين . ولايمكن في ظل عواصف الحزم العسكرية والسياسية وعواصف التلاحم التي اعادت العزة والهيبة والقوة للمملكة والامة الاسلامية لايمكن ان ننسى ان ام هذه العواصف واسها هي عاصفة الدعاء التي هبت و انطلقت نحو السماء من اعماق وقلوب كل المسلمين وعامتهم بشتى اطيافهم وشرائحهم من علمائهم ومفكريهم وحتى عامتهم وبسطائهم ومن منابر المساجد الى قنوات الفضاء ووسائل الاتصال الاجتماعي وكانت كلها تدعو ان يوفق المولى سبحانه وتعالى قادتنا ونسورنا ورجالنا ويسدد خطاهم ويقوي عزائمهم وينصرهم على عدوهم ويديم نعمة الامن والاستقرار على بلادنا وبلاد المسلمين . 3903 جدة – 22246 – 6624