منذ أن تقلد مسؤولية قيادة المملكة في هذه الظروف المحلية والإقليمية والدولية الصعبة والشائكة، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحث بنا الخطا المتسارعة في ملاحقة المتغيرات ومواجهة التحديات واستباق المتوقع من الأحداث ونتائجها، داخليا وخارجيا، في سباق لا يكاد يهدأ يوما، حتى تكاد مواقفه ينسي آخرها تاليها. فلم نكد نهدأ من ملاحقته وهو يطارد بؤر "الحوثين " التي اشتعلت بين الأشقاء في الوطن الواحد من جهد إطفائي منه كبير لإخماد نيران الفتنة بين أبناء الوطن الواحد في "اليمن ". الشيء الذي يدعو إلى العجب و الإعجاب، أن ضربة "عاصفة الحزم " مثل هذه توحدت في مواقفها معها "شعوب " العرب والمسلمين جميعا عمقت – على عكس المتوقع –وحدة شتات وتفرق العرب فتباينت الانفعالات وردود الأفعال، فارتفع الصراخ في كل العواصم العربية لدرجة جعلت الأمين العام لجامعة الدول العربية يعلن على الملأ بأن الخطر التي يعتري النظام العربي برمته ستقود المنطقة وشعوبها إلى الضياع، وقد كان الرجل محقا في مخاوفه. وهذه ربما كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من لم تفقده الصدمة وقوة الحدث حكمته، وربما كان وحده يقف متوازنا في هذا الذي ضرب العالم أجمع. لذا، استطاع وبهدوء حكمته ورصانة خطابه أن يلقي بطوق النجاة للقادة، ومن خلفهم الشعوب التي كانت تبحث عن بصيص ضوء في هذا النفق يشير إلى مخارج آمنة تفتح الباب أمام عمل عربي مشترك فاعل ومؤثر يعيدنا فاعلين ومبادرين إلى الملعب الذي سيتحدد فيه مصيرنا. لقد استطاع – ومرة أخرى – هذا الرجل المسؤول بالحق، أن يعيد إلينا توازننا ويأخذ بأيدينا، نحن الشعوب العربية التي أنهكها الضياع وكادت ربكتنا أن تهلكنا قبل أن يهلكنا الأعداء، فوضع أقدامنا على الطريق الصحيح لنعيد ترتيب بيتنا العربي أولا، إذا أردنا أن نواجه الخطر الذي يأتي من الخارج، ومنذ أول قمة عربية يشارك فيها كملك للمملكة العربية السعودية ظل يعلن دائما، ويذكر دائما بأننا يجب أن نعيد ترتيب البيت العربي أولا على أسس من العدل والوضوح والمصالحة والشفافية، ثم نلتفت كقلب واحد بعدها إلى الخارج. وها هو اليوم يفرد جناح رعايته الكريمة لشعبة ولامتة العربية والإسلامية ليعيد لها كرامتها وقوتها لتلعب الدور الحقيقي المناط بها ! إلا أن السؤال الذي كثيرا ما طاف بذهني هل نستطيع أن نلاحق خطواته – وفقه الله وأيده – وهو يقودنا بهذه الخطى الثابتة المتسارعة؟ دعونا أن نشمر عن سواعد الجد لأن خطواته الموفقة – بإذن الله – لن تهدأ طالما العالم يركض بهذا الإيقاع. !