لا أحد يعرف حتى الآن.. هل ستمضي وزارة الصحة قدماً في قرارها الاخير الذي صدر (في عهد الوزير الخطيب) وبحسب ما نشر في الصحف بتغيير دوام المراكز الرعاية الصحية الاولية من دوامين يومياً (الآن) الى دوام واحد .. لكن اللافت ان حاجة الناس ومتطلبات مصلحتهم هي مع نظام الدوامين (فترة صباحية) واخرى (مسائية) وليس مع نظام الدوام الواحد. المواطنون فوجئوا بالقرار الاخير للوزارة ، والذي نشر في الصحف المحلية ومنها (الحياة 20 جمادى الآخرة 1436ه) والذي يقضي بإلغاء الدوامين، والعودة للدوام الواحد.. من (7 – 5) كل يوم، واذا اصرت الوزارة على قرارها الاخير فإنها بذلك تكون قد انحازت لمصلحة موظفيها بالمراكز الصحية ولم تنحاز لمصلحة المواطنين والمراجعين عموماً، لان نظام الدوامين يوميا هو الاصلح والاكثر استجابة لحاجات المرضى طبقا للعقل والمنطق والنظر الصحيح. نحن في واقع الامر كنا نتطلع ونطالب بأكثر من نظام الدوامين في مراكز الرعاية الاولية ، كنا نطالب بفتح المراكز لابوابها يومي الاجازة الاسبوعية (الجمعة والسبت) بنظام الطوارئ لعدة ساعات (5 ساعات) مثلا، وكنا ولازلنا نتطلع الى تأسيس بنية تحتية سليمة بالمراكز، بدل الحال الضعيف الحاصل فيها حالياً (مراكز مدينة جدة نموذجاً) حيث الحاجة ماسة الى عيادة اسنان متكاملة وقسم اشعة جيد، ومختبر حديث ومتكامل، وبعض العيادات مثل (الباطنة والاطفال ، النساء، الانف والاذن ونحو ذلك) وذلك أسوة بالمستوصفات الاهلية التي تجاور بعض مراكز الرعاية التابعة لوزارة الصحة، والتي مازالت في حالة فقر شديد لا يتماشى مع طموحات المواطن، ولا مع ما يتم تسخيره لوزارات الصحة من موازنة ضخمة كل عام. مراكز الرعاية الاولية تحولت الى لغز يصعب فهمه، فضلا عن فك طلاسمه، وخصوصا مراكز مدينة جدة، واللافت ان وزيراً يأتي ثم يغادر ويأتي وزيرا آخر ، ولا نجد لمسة تطوير حقيقية تلك المراكز، التي يقبع معظمها في مبان مستأجرة (عمارات) ولا يختلف عطاؤها عن تلك الصورة التي كانت عليها قبل عدة عقود أيام آبائنا واجدادنا.. فما هي الحكاية بالضبط؟.