هل هو استدعاء لتاريخ من مسيرة هذه الأمة في حروبها ودروبها. وانكساراتها وهزائمها .. هل هي ثقافة أصبح الولاء لها في الخلافات المستدامة عقيدة خارج الأخلاقيات الإنسانية.. أم أن هذه الأمة العربية قد توارثت عقدة التخلف الفكري في مواجهة التطوير والتحولات ومتغيرات العصر؟ تحولات كشفت حجم الثقافة العربية .. واسقطت الأقنعة الدعائية في بوتقة من الصراع والممارسات وموت الضمير في مشاهد الدمار. كالنار تأكل بعضها حينما لا تجد ما تأكله! شعارات . وخطابات وقصائد شعر ملأت الدنيا صخباً في منابر استعراضية لأمجاد العروبة ومنجزاتها .. ورسم مستقبلها في أحلام سقطت معظمها في أعلام متعددة الألوان في زحمة صراعات السباق نحو ترجيح كفة القتلى في حصاد يوم يرقص فيه القاتل من فوق جثة ضحية كانت آخر غنائم ما قبل غروب شمس تسدل الستار على مكاسب دماء النهار. ليكون الليل أكثر ركضاً .. وأكثر أملاً في كسب المزيد من قتل ضحايا طغاة عقدوا العزم على أن تكون الليلة الأخيرة للأجساد النائمة!! ومن جامعة اسماها العرب يوماً مظلة أمنهم واستقرارهم تبخرت كل الأحلام .. وضاعت كل أوراق قرارات ماتت في مهدها بعد نهاية كل قمم الأضواء . ومراسم اللقاء. لتسقط هي الأخرى في أول اختبارات مراحل التحديات لكل دولة أول كلها مجتمعة. ليكتشف المواطن العربي أن ميثاق الدفاع المشترك قد مات في مهده دون عزاء .. وأن قرار السوق العربية المشتركة قد ضاع في أسواق «الخردة» التي انتجتها هيئة التصنيع الحربي بقرار عربي آخر .. توقف العمل به بعد هروب رئيسه بالأموال إلى خارج الحدود. فكان المستفيد الأول والأخير من إطلاق رصاصة الرحمة على مشروع مات هو الآخر في مهده. هكذا فرضت الحالة العربية الراهنة وهناً وضعفاً كشف الكثير من أوراق الوهم في جامعة كانت تزعم أنها بيت العرب . وصفق أعضاؤها كثيراً بلا ولا شيء. وهو ما أعطى للآخرين فرصة للتآمر من خلال النفوذ في اختراق العقول للتغيير ورسم الخارطة .. عقول انطلقت من ثقافة الحروب القبلية والمذهبية .. وتوارث الخصام . فكانت وماتزال هذه التركيبات المتصارعة والقاتلة على خارطة الوطن العربي أدوات مهمة للاستراتيجية المدمرة من الخارج .. وتأكيداً على الفشل العربي في التضامن وبناء قوة ذاتية قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية أيضاً.. ثم لا يبقى أمام كل محطات العجز سوى الاستعانة بالقاضي والجلاد لتقاسم غنائم الفشل واستثمار الانكسارات المتلاحقة في أمة تقتل بعضها بتخريجة مفهومها للقوة ورباط الخيل!!.