استضاف أدبي الأحساء الدكتور أحمد درويش من جامعة القاهرة في محاضرة عن " الاستشراق الفرنسي والثقافة العربية " ، وذلك مساء السبت قبل الماضي وقد مها د . ظافر الشهري أستاذ الدراسات العليا جامعة الملك فيصل حيث استعرض فيها الدكتور أحمد درويش محاضرة تاريخية دور بعض المستشرقين المعتدلين والذين أغرموا بتراثنا الأدبي فتناولوه ترجمة ودراسة وبحوثا ، وقد تطرق الدكتور درويش في حديثه إلى ولع الفرنسيين بكتاب "ألف ليلة وليلة" والذي طبع لأول مرة عام 1705م فكانت هذه الطبعة المترجمة إلى الفرنسية قد سبقت الثقافة العربية الحديثة بمايقارب 125 عاماً !! تم خلالها إعادة طبع الكتاب عشرات المرات لدرجة أن مكتبات فرنسا من فرط اعجاب القراء قد عجزت أن توفر نسخة لكل قارئ فكانت تؤجر الكتاب باليوم والساعة ، ويقال أن أحد الأدباء الفرنسيين قرأ الكتاب سبعة عشر مرة !! وفي كل مرة يجد متعة جديدة !! ، وكان الفرنسيون يجرون دراسات حول أبسط الأمور المتعلقة بألف ليلة وليلة مثلا في الاسم من أين جاء، متى كتب ؟ ، ومن كتبه ؟، ومابذوره الأولى ؟ ووقف البعض حول رحلات السندباد وتساءل : هل هي حقيقة أم خيال ؟ ،هل هي أمنيات بحار أم طموحات أمة بأسرها ؟ وباحث إيرلندي في سبعينيات القرن الماضي تابع خيط هذه التساؤلات وأبحر في رحلة شبيهة برحلة السندباد مستخدما سفينة مشابهة لسفينة سندباد وسالكا نفس الطريق الذي يبتدأ من عمان ويصل إلى الصين ، رحلة لم تخطئ المدن والمناطق التي قصدها السندباد فوجد أنها رحلة حقيقة ووجد أن المدن المسرودة في القصة ليست مجرد مسميات من خيال الكاتب ، وعلم انها طموحات أمة بأسرها .. ليس من ومن وحي بحار او كاتب . ثم أردف الدكتور بأن الدراسات حول " ألف ليلة وليلة " ماتزال قائمة وعلل السبب في ذلك بأنه مطلب مهم حتى يعرف الطامع من أين يأتي ، والصديق كيف يدخل ! ثم انتقل الدكتور إلى "كليلة ودمنة " واصفا إياه بالكتاب الذي لم يخدمه النقاد العرب ،في حين وجده المستشرقون مادة دسمة و قد أشار أحدهم في مقدمة كتابه أنه استفاد من ابن المقفع بشكل كبير. في ختام المحاضرة وجه الدكتور ظافر شكره البالغ إلى الدكتور أحمد الذي لبى دعوة النادي انطلقت بعدها مداخلات الحضور التي افتتحها د. محمد العلي شاكرا للدكتور هذه المحاضرة الممتعة وتمنى لو أن الدكتور استحضر نماذج من تراثنا العربي و ليست كتب مترجمة إلى العربية المداخلة التي تلاها تساؤل من القسم النسائي : هذان الكتابان الضخمان الا يعدان من تراثنا العربي ؟ أجاب الدكتور أنهما من عداد الموروث العربي الأصيل لأنه لو لم ينقلا إلى العربية لما سمع بهما أحد فلا توجد أي مخطوطة ولا أثر عنهما البتة. تزاحمت المداخلات انتهت عند د. . عمر شحاته تساءل عن سبات الشخصية العربية إلى اين يرجع ، بينما مداخلة د. بسيم عبد العظيم ترى ان الشخصية العربية ليست في سبات دائم الدكتور احمد درويش ختم الامسية بأن كتابه " الاستشراق الفرنسي والأدب العربي " يجيب على كثير من الأسئلة التي طرحت.