يقول أبو فراس الحمداني: معللتي بالوصل والموت دونه إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر! سأضع مكان كلمة الوصل كلمة التكريم وأعود بذاكرتي إلى أيام مرض محمد النفيعي الاخيرة وأتذكر كيف كان ثلة من أصدقائه يسعون إلى إقامة تكريم يليق به..كانت الأماني كبيرة بحجم الحب والاستحقاق لكن شاء الله أن لا يتم ذلك التكريم!. الذي أعرفه تماماً أن محمد رحمه الله كان يعلم بتلك النية(المستطابة) وكان سعيداً بها ويأمل أن يتم ذلك بشكل لا يظهر فيه وكأنه محتاج الى أن يقف على منصة(التكريم) ليخرج الحضور وهم يتحدثون عن تلك العطايا التي نالها من ذلك الحفل والتي تصاحبها عبارة(يستاهل) سواء كان ذلك من قلب أو من لسان ناهيك عن عبارات(ماذا قدم)وسؤال : لماذا يُكرم؟!.. بعد موته حدثني محب(صادق) لمحمد رحمه الله عن ذلك الموضوع فعارضته بشدة لأني مؤمن أن تكريم المبدع الميت هو تكفير ذنب لست بحاجة الى المشاركة فيه وكذلك لأني لا أريد أن أقف مع مجموعة من(الحمقى) يقدمون درعاً تذكارياً لابن المتوفى يخبره بأن أباه كان مبدعاً لكننا لم نكن نعلم ذلك!. اليوم وقد أجتمع أكثر من مئة(رجل)لتكريم النفيعي رحمه الله لكن بطريقة إستثنائية..طريقة لم تخطر ببالي وذلك يعود إلى نظرة سوداوية عن الساحة الشعرية الشعبية لا أخجل من الإعتراف بها وثانياً أني لم أقيم القائمين على الفكرة بالشكل الذي يليق بهم!. التكريم الذي لن ينطبق عليه قول أبي فراس الحمداني(إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر)ولا التكريم المتعارف عليه لكل الموتى الذين عرفناهم .. تكريم سيصل إلى محمد النفيعي رحمه الله مباشرة بإذن الله كما وعدنا بذلك الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم(إذا مات العبد إنقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها صدقة جارية)..حيث شاهدت مقطع فيديو لحفر بئر في السودان عن محمد النفيعي والإخبار عن تحديد قطعة أرض هناك لبناء مسجد أيضاً. على حد علمي لم يسبق أن حدث ذلك لمبدع أن يجتمع محبوه لإقامة مشروع خيري بإسمه وعن نيته كصدقة جارية وهذا ما يجعل من محمد النفيعي رائداً بعد موته واسأل الله لكل من ساهم وعمل على هذا المشروع بالأجر والثواب وأن يجعلها سنة حسنة يمشي على خطاها كل من يريد أن يُكرم أوحتى أن يكفر عن تقصير مع من يحب بعد موته بعمل يصل إليه وأن لا نشاهد تكريماً سامجاً يُكتفى فيه بدرع جامد لا روح فيه.