تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح معالي وزير التعليم العالي بالنيابة الدكتور مطلب النفيسة امس المؤتمر الدولي لصناعات تقنية النانو الذي ينظمه معهد الملك عبدالله لتقنية النانو بجامعة الملك سعود في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتيننتال في الرياض. ويشارك في المؤتمر الذي ينظم خلال الفترة من 9 إلى 11 ربيع الآخر الجاري الموافق من 5 إلى 7 أبريل 2009 م علماء بارزين من المملكة العربية السعودية والدول العربية وعدد من دول العالم. وبدء الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ألقى عميد معهد الملك عبدالله لتقنية النانو بجامعة الملك سعود رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور سلمان بن عبدالعزيز الركيان كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله على دعم ومساندة هذا المؤتمر ورعايته وعلى ما تحظى به جامعة الملك سعود وبرامجها المختلفة من رعاية واهتمام ودعم سخي. وأكد أن انعقاد المؤتمر الدولي لصناعات تقنية النانو يعزز ميزة إثراء البحوث العلمية عبر المؤتمرات والملتقيات العلمية والتقنية مما أكسب جامعة الملك سعود خاصية التقدم للريادة العالمية ومواكبة ما توصلت إليه الجامعات العالمية في إطار الجهود المخلصة التي يقودها معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله العثمان والتي تلقى الدعم والمساندة من الحكومة ومن وزارة التعليم العالي. وقال الدكتور الركيان إن معهد الملك عبدالله لتقنية النانو منذ إنشائه بات يضع الخطط والدراسات ويسعى لتنظيم الفعاليات والمؤتمرات بهدف تحقيق الرسالة التي تأسس من أجلها وذلك بالتعاون مع الكليات والأقسام والمعاهد التابعة للجامعة والذي يعززه الانسجام والتفاهم بين أعضاء هيئة التدريس في مختلف الأقسام والكليات. وأشار إلى أن المؤتمر سيناقش العديد من المحاور التي تتعلق بتقنية النانو وتركز على الجوانب التطبيقية والصناعية مثل معالجة المياه والبيئة والطاقة والجوانب التعليمية والتدريبية لعلوم النانو ودور التقنية النانوية في بناء الاقتصاد المبني على المعرفة. وعبر عميد معهد الملك عبدالله لتقنية النانو بجامعة الملك سعود رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر في ختام كلمته عن شكره وتقديره للجان المؤتمر المختلفة وأعضائها على الجهود الكبيرة التي بذلت للتحضير للمؤتمر. بعد ذلك ألقيت كلمة معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان ألقاها نيابة عنه وكيل جامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز بن سالم الرويس أكد فيها أن هذا المؤتمر هو أحد شواهد وعي القادة واتساع آفاقهم وقال إن معهد الملك عبدالله لتقنية النانو - المنظم لهذا المؤتمر - إنما هو أحد أفكار وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الذي تجاوز اهتمامه بالعلم إلى ضرورة متابعة جديدة، والسعي الجاد لغرسه في تربة بلادنا، فكانت تقنية النانو سمة بارزة على الصعيد المعرفي وجه إليها قائد البلاد مقدما دعما سخيا لها، ومتبعا ذلك بالسؤال عنها والتطلع لثمارها بوصفها القاعدة التي تعتمد عليها الدول المتطلعة لنيل مركز متقدم في التنافس العالمي، لكون هذه التقنية بوابة التأثير المباشر في اقتصاديات العالم الحديث التي من أبرزها الاقتصاد المعرفي. وقال معالي مدير الجامعة إن معهد الملك عبدالله لتقنية النانو سيعمل على إحداث نقلات نوعية في تقنية النانو وصناعة منجزات تنقش اسم بلادنا في المحافل العلمية الدولية، لتكون إحدى أهم المراجع المعرفية على مستوى العالم في هذه التقنية، والجامعة لا تنظر إلى هذا الطموح بوصفه حلما، بل واقعا يفصل بينها وبينه زمن لن يكون طويلا بإذن الله، إيمانا من الجامعة بأن مضمار التنافس المعرفي العالمي يتطلب العمل المتواصل، ومتابعة الجديد مع الثقة بالقدرة على النجاح. وبين معاليه أن المؤتمر بمحاوره المتعددة يشكل نقطة تجمع للخبرات العالمية في مجال تقنية النانو، حيث يشارك فيه نخبة من المختصين في هذه التقنية من عدة دول متقدمة سيعملون على الإسهام في توطين هذه التقنية في المملكة، رفدا للجهود المبذولة في هذا الشأن، وأملا في جعل تقنية النانو ثقافة منتشرة لدى جميع المنتمين للعلم والتقنية في المملكة عامة وجامعة الملك سعود خاصة لا حكرا على النخبة. وعبر معالي مدير جامعة الملك سعود في ختام كلمته عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لدعمهما الكبير للجامعة. كما وجه شكره وتقديره لمعالي وزير التعليم العالي المؤازر للجامعة في طموحاتها وأهدافها. كما ثمن معاليه الجهود المبذولة لتنظيم وتنسيق هذا المؤتمر من قبل معهد الملك عبدالله لتقنية النانو واللجان التحضيرية. ثم ألقيت كلمة المتحدثين والمشاركين في المؤتمر ألقاها نيابة عنهم نائب الرئيس التنفيذي للأكاديمية الصينية للعلوم البروفسور تشنلي بيا عبروا فيها عن سعادتهم لحضور هذا المؤتمر معربين عن شكرهم وتقديرهم لجامعة الملك سعود على تنظيم هذا المؤتمر بحضور مئات العلماء من جميع أنحاء العالم وقالوا إن المؤتمر سيكون تجمعا عظيما ويقدم لنا جميعا فرصة ثمينة أن نطلع على أحدث التطورات لصناعة تقنية النانو والبحوث الحديثة في علم النانو عبر العالم. وأشاروا إلى أن علم النانو والتقنية تعتبر واحدة من أكثر الطرق الواعدة للبحوث الماسة وتطوير التقنية للقرن الواحد والعشرين والى الآن فإن أساسيات أكاديمية عديدة على مستوى النانو قد اكتشفت وان صناعات كثيرة جدا جذبت لتعنى بتنمية وأبحاث تقنية النانو. وبين المشاركون أن الجهود المبذولة ستسهم في تحسين حياتنا من اجل تحقيق تنمية مشتركة في جميع أنحاء العالم، والتعاون الدولي مهم بشكل كبير لمثل ذلك الحقل الضروري وخلال ال 20 عامًا الماضية فإن كثيرا من الانجازات في علم النانو والتقنية قد تحققت من خلال التعاون الدولي الفعال بين علماء العالم، متمنين أن يزيد المؤتمر من تعزيز التعاون في جميع أنحاء العالم وبمزيد من الأفكار الإبداعية المتطورة وشبكة عمل علمية عالمية قوية. بعدها افتتح معالي وزير التعليم العالي بالنيابة الدكتور مطلب النفيسة المعرض المصاحب للمؤتمر وشاهد معاليه والحضور ما يحتويه من معروضات للشركات العالمية والمحلية من منتجات تتعلق بتقنية النانو واستخداماته. عقب ذلك بدأت الجلسات العلمية للمؤتمر. يذكر أن المؤتمر سيبحث خلال جلساته في الجسيمات النانوية والنقاط الكمية، والطبقات الرقيقة والطلاء النانوي، والأسلاك والأنابيب النانوية، والمشكلات النانوية، والنمذجة والحوسبة النانوية، والتقنية الحيوية الثانوية والطب النانوي، وتطبيقات التقنية النانوية في معالجة المياه والبيئة والطاقة، والاليكترونيات والاليكترونية البصرية، والطباعة والحفر والتشييد النانوي، والجوانب التعليمية والتدريبية لعلوم النانو، إضافة إلى دور التقنية النانوية في بناء الاقتصاد المبني على المعرفة.