هذه كلمات تأخذ طريقها إلى القراء يوم افتتاح القمة العربية 2009 الحادية والعشرين، والأمل كبير أن تكون الحصيلة على نقيض ما تقول به السطور التالية، فهذه القمة قمة حاسمة ككل قمة سابقة، بمقياس القضايا الساخنة التي تهدد الوجود العربي، ولا ينبغي أن يكون مصيرها الإخفاق والضعف وانخفاض مستوى ما يصنع القادة بالمقارنة مع تطلعات الشعوب، كما كان مع معظم القمم السابقة، وكلمة (معظم) هنا تأتي من باب الاحتياط، رغم إعراب كثير من المتفائلين عن الأمل في تحقيق شيء ما في قمة الدوحة مما تتطلع إليه الشعوب، وتفرضه الأحداث. منحدر خطير في السياسات العربية ربما كان مصدر تفاؤلهم أن من العسير تصور وجود المزيد في اتجاه المنحدر أمام السياسات العربية، إنما يشير كثير منهم بحق إلى عدة نقاط تستدعي انتظار نتائج حقيقية على مستوى القمة، منها: - أجواء المصالحات العربية - العربية منذ قمة الكويت الاقتصادية. - خطر "عودة الأساليب الاستعمارية" في التعامل مع السودان يهدد الدول العربية عموما، لا السودان فقط. - جرائم الحرب الإسرائيلية - المشكلات الأخرى من الصومال إلى العراق ومن موريتانيا إلى جزر القمر خطيرة وملحة، وهي فرصة تاريخية أخرى لظهور دور عربي مشترك بدلا من المضي في سياسات تعزز التجزئة الموروثة عن عهد استعماري. - الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية تصلح لتكون مخرجا من التبعيات الاقتصادية ومدخلا إلى تكامل اقتصادي ومالي عربي - عربي على الأقل. ويمكن تعداد المزيد، ولكن هل يمكن التفاؤل حقا على ضوء ما كان من ممارسات سياسية عربية تجاه هذه القضايا وسواها خلال الشهور الماضية؟ على صعيد المصالحات.. لا يخفي حتى المتفائلون شكوكهم عندما يقولون إن طريق المصالحة في بدايته، ولا يزال يتطلب المزيد من الجهود والوقت، فلا ينبغي استعجال النتائج!! على صعيد السودان.. الجميع يعلم ويقول أحيانا إن استهداف شخص الرئيس السوداني هو استهداف للسودان، وإن استهدافه واستهداف السودان سابقة عدوانية أخرى بعد ما "سبقها" مع عرفات ومن خلاله فلسطين، ومع صدام ومن خلاله العراق، فإن بقي الموقف العربي إزاءها ضعيفا، فسيصبح السؤال الوحيد المطروح من بعدها هو: من هو الحاكم العربي التالي الذي سيُستهدف، فيُستهدف من خلاله بلده والمنطقة العربية ليت ما يصدر عن القمة العربية نفسها، يقضي على "تشاؤم" هذا القلم قضاء مبرما!! ليت المسئولين على مستوى القمة يفاجئون العرب والمسلمين بجديد.. (لو) فاجأت قمة الدوحة 2009 (المتشائمين والمتفائلين) وارتفعت إلى مستوى التمنيات والآمال الشعبية، فآنذاك سينتظر العرب والمسلمون انعقاد القمم بفارغ الصبر، وسيعايشون بين كل قمة وأخرى تنفيذ ما تصنع من قرارات لتغيير حقيقي، وآنذاك تتلاقى إرادة الشعوب والأنظمة، ويحمي بعضها بعضا من الأخطار الخارجية وتتعاون على إزالة الأسباب الموضوعية للقصور والضعف الداخلية.