الحب الذي نحيط به الآخرين والمشاعر النبيلة.. التي تنطلق من محياك.. الإشعاعات.. التي تطل من عينيك.. كل هذه.. تُشكل السحر الشخصي لذاتك تُعبر عن قوتك.. واحتمالك.. وعطائك.. ووفائك.. غير أن المحب.. الذي يُعطي.. والوفي.. الذي يكرم لا ينتظر المردود ، عن عمله وعن فعله يعمل تلقائياً، في نشر المودة والرحمة والعفاف بابتسامة تحمل كل المعاني السامية.. التي تشغل فكره.. الحب.. هو ذلك الذي يولِّد القوة النفسية الفاعلة.. ويطرد الخمول والكآبة والتواري والانعزال.. الحب.. لا يخضع إلى العجز الصحي.. أو الأزمات المالية.. ولا للحظوظ. الحب تمرد على المعوقات.. يزيد القوة على العمل.. ويبدع الإنتاج.. الحب لا يترك فرصة.. للفضول أن يلج.. ولا للتتبيط ان يتفاعل.. إنه العزم على القدرة.. والوعي الكامل.. على بلوغ الهدف. الحب.. ينظم النفس.. فلا يدعها توزع رغباتها المتناقضة.. ولا يبعثر الولع.. ويغرق المحب في استغراق طاقته.. وتوجيهها نحو هدف واحد ، الحب يجعل التوازن الصحي.. والرفاهية والمعرفة.. والعمل والثروة ، تتواجد في وقت واحد.. الحب لا يوصف.. ولا يدافع عنه المحامون ولا يصنعه الصيادلة.. فهو ليس كبسولة.. ولا حقنة. الحب.. لا يعرفه إلا القليلون.. أولئك.. الذين يُعرف الحب بهم.. ومعهم.. وينطلق منهم.. أولئك الذين عايشوه بتجربتهم .. وذاقوا حلاوته ، فطابت أنفسهم به ، ووجد له موطناً فيهم فأقام. الحب تأبه به النساء.. ويتكلفه الرجال.. الذين وضعت قلوبهم في عقول النساء.. وقلوب النساء في عقولهم.. فأصبحت الحياة سلاماً ونعيماً. الحب أهل ومجتمع ومدينة ووطن.. الحب هو الحياة ولا حياة لمن لا حب فيه.. ولا حب له.. إذا كنت محباً.. ذاك هو الغرام.. وإذا كنت محبوباً ذاك هو الدلال.. وإذا كنت محباً محبوباً.. فذلك هو الحب بعينه. بسم الله الرحمن الرحيم (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله * والذين آمنوا أشد حباً لله).. صدق الله العظيم يقول النبي الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده ومن الناس أجمعين).. أو كما قال عليه الصلاة والسلام. أحمد حسن فتحي من كتاب يحكى أن