الزميل الأستاذ سعيد الصبحي.. واحدا من أقدم الصحفيين السعوديين وممن عمل لسنوات طويلة في اعداد باب القراء، وفي هذا اللقاء السريع معه نتجول في ذاكرة سنوات طوال من الخبرة والتجربة الصحفية في دفاتر وسجلات "ابي سلطان" بعد أن فتحها لنا، لنرى من خلال هذه الصور الذكرياتية الجميلة عن الماضي الصحفي. * كيف كانت البداية؟ - بدايتي الصحفية لها قصة لابد من التطرق اليها حيث كانت البداية من خلال الصفحة الرياضية في جريدة "المدينة" وكان حينها الدكتور هاشم عبده هاشم مشرفاً على الشؤون الرياضية بالجريدة ومع الأيام اكتسبت بعض الخبرة لكنني لم استمر وفضلت العمل في البعثة الجيولوجية الأمريكية ثم تعود الفرصة مرة أخرى للعودة إلى عالم الصحافة حيث عاد الزميل الاستاذ / عبدالله باجبير بعد دورة مكثفة في اللغة الانجليزية في "لندن" وتم تعيينه في البعثة الجيولوجية الامريكية وبحكم المعرفة السابقة معه عندما كان مشرفاً على الصفحة الرياضية في "عكاظ" وما هي الا ايام حتى عاد الى عكاظ مرة أخرى مشرفا على ما كان يعرف بنادي عكاظ ومع تزايد عدد الوسائل لديه طلب مني مساعدته في صياغة بعض المواضيع بمكافأة 800 ريال دون أن يكون لي مكتب في عكاظ حيث استلم الرسائل اليوم واعيدها اليه جاهزة في اليوم التالي ثم طلب مني التواجد في الجريدة وكان مقرها ذلك الحين في شارع الميناء بعد ايام عاد الزميل باجبير إلى لندن وكنت اقوم بإعداد صفحة القراء كاملة وهنا ارتفع مرتبي إلى 2000 ريال وكان يكتب على الترويسة اعداد سعيد الصبحي اشراف عبدالله باجبير والرجل يقيم في لندن!! ثم تولى الاستاذ / رضا لاري رئاسة تحرير عكاظ وعندما شاهد الترويسة قال اشراف عبر الأقمار الصناعية وأمر بإبقاء اسمي فقط على صفحة القراء وهكذا سارت الأمور في زمن كانت فيه صفحات القراء الوسيلة الوحيدة لمن أراد أن يعبر عن رأيه أو أن يعرض مطالبه ومن هنا نجد أن الجريدة الناجحة هي التي يوجد فيها صفحة مخصصة للقراء وبالتالي فان صفحة القراء هي المنطلق الحقيقي للكثير من المواهب التي لم يكن ليتحقق لها النجاح لولا انها اعطيت الفرصة من خلال صفحات القراء البعض من تلك المواهب واصل المشوار بل واصبح من اعمدة الصحافة المحلية في الوقت الراهن حتى وان تنكر لتلك البدايات بعض الذين ينكرون انهم كانوا كذلك ولذا نجد منهم شاكراً ومنهم دون ذلك غير ان ذلك الأمر لا يسقط من الذاكرة اولئك الأصدقاء الذين يعتزون كثيراص بفضل صفحات القراء عليهم. عندما كنت مشرفاً على صفحات القراء في "عكاظ" كانت التحقيقات الصحفية تنطلق من آراء القراء لانها كانت تمثل هموم المواطن ولذا نجد أن صفحة القراء على طاولة النقاش الصحفي اليومي وكثيرا ما كان القراء هم المصدر الرئيسي للتحقيقات الناجحة التي تتميز بها الصحيفة بل انني في بعض الأحيان استعين ببعض الأفكار في مشروع تحقيق صحفي دون أن نسقط دور صاحب الفكرة بحيث نقول مثلاً.. البداية كانت رسالة من الأخ القارئ "زيد الخ" كل ذلك خوفاً من ان التسرع في نشر الموضوع قد يجعل احدى الصحف تسبقنا في تفعيل تلك الفكرة والاستفادة من فكرة قارئ كنا نحن الأولى بها. تسألني عن الذكريات كمشرف سابق والواقع ان الذكريات كثيرة جدا فهناك مثلا من يرسل رسالته اليوم وينتظر نشرها غداً مع صعوبة ذلك بكل تأكيد ومنهم من يبعث اليك برسالة وعندما تفتحها تجد بداخلها موضوعا و7 صور شخصية للقارئ رغبة منه في نشر صورته الى جوار موضوعه ولذا نضطر إلى اشعاره عبر بريد القراء بأن صورة واحدة تكفي لأننا سنحتفظ بصورته ومن ثم نشرها مع مواضيعه القادمة لكنه لا يقتنع بهذا الكلام وهذا تجده يبعث اليك موضوعه الآخر ومعه 9 صور بدلاً من 7 !! اما احدهم وهو اليوم يعتبر من اعمدة الصحافة المحلية فقد ذكر لي أنه كان يحلم بالدخول إلى مبنى أي صحيفة حيث كان يعتقد ان من بداخل المبنى من عالم آخر !! لا أعتقد أن صفحات القراء اليوم لها نفس الاهتمام سواء من قبل القارئ أو من الصحف المحلية ولعل السبب يعود إلى تعدد وسائل الاتصال والقنوات التي بامكان القارئ ان يعبر من خلالها عن رأيه او ماطالبه "فالانترنت" سرق الكثير من اصدقاء الصحف الذين كانوا لا يجدون متنفساً سوى ما ينشر لهم عبر صفحات القراء. اما اليوم لم يعد لصفحة القراء بريقها! أعتز كثيراً بالأسماء التي برزت من خلال اشرافي على صفحات القراء في عكاظ اولاً ثم المدينة خاصة وان فيهم من يعتلي قمة الهرم في الصحيفة التي يعمل بها. لعل في مقدمة هؤلاء: الاستاذ خالد دراج رئيس صحيفة شمس الشاب الذي يأسرك بأدبه وتواضعه فهو لا ينكر بداياته بل انه يعتز بها ولعل هذا الأمر هو ما جعل المنصب يبحث عن "خالد". الاستاذ عبدالله عبدالرزاق العمري نائب رئيس تحرير صحيفة المدينة هذا الرجل كنت أقدم وأؤخر واحذف في مواضيعه التي يبعث بها الينا من مدينة الطائف فأصبح فيما بعد هو المتحكم في المواضيع التي اقدمها لصفحة القراء لكنه للأمانة كان يحترم الرأي الآخر ولا ينسى أهل الفضل. الأستاذ عبدالله جار الله المالكي المؤرخ الرياضي المعروف. الاستاذ علي احمد فقندش المحرر الفني المعروف في عكاظ. وعدنان جستنية " صحفي مشاغب" منذ بدايته كان يستعجل نشر مواضيعه ولا يقبل التعديل فيها كثيراً ولعل له الحق في ذلك كونه يعتقد ان محاذير النشر فيها الكثير من المرونة. الاستاذ عثمان ابوبكر مالي - صحفي رشيق خفيف ظل لا يزال حتى اليوم عندما احادثه يقول اهلاً بأستاذي كدليل حقيقي على سمو خلقه. وهناك الكثير من القراء الذين برزوا صحفيا ومنهم هاشم الجحدلي ، عبدالله باهيثم رحمه الله، حمد الراشد، عبدالله فراج الشريف الذي نقله الزميل الاستاذ خالد المطرفي من صفحة القراء إلى صفحة "الرأي"، د. مدني شاكر الشريف. اما القراء الذين يؤلمني انه لم تتح لهم فرصة النشرز فهم علي حياس القرني، محيي الدين يونس. ، د. فارس محمد عمر توفيق، عليثة عواد الجهني، عبدالرحمن منشي، عبدالعزيز حادي، عمر خولي، حسين القوزي، ولذا أتمنى أن تخصص صفحة للمبدعين تنشر لهم مشاركاتهم وابداعاتهم حتى نوجد منهم جيلاً آخر يكمل المسيرة. سعيد الصبحي.