تنقل مسرحية "حمام بغدادي" التي افتتحت الليلة الماضية في مسرح صغير بمنطقة إيست فيليدج في نيويورك الامريكيين إلى أجواء الفوضى والخطر الذي عاشته العاصمة العراقية بغداد بعد الغزو الامريكي للعراق. وقال مؤلف المسرحية جواد الاسدي الذي هرب من العراق قبل 25 عاما أثناء حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في تصريحات مترجمة "من المهم للغاية أن يفهم الامريكيون حجم الالم والمعاناة الذي سببه الاحتلال للعراق." وقال الاسدي "58 عاما" في مقابلة مع رويترز إنه يتمنى أن تكون المسرحية التي كتبها عام 2005 بعد عودته إلى بغداد لفترة قصيرة والتي افتتحت أمس الخميس في نيويورك وسيلة فعالة للتعبير عن حالة اليأس التي عانى منها العراقيون. وتقدم المسرحية بالعربية بترجمة إنجليزية وتدور أحداثها في حمام تركي ببغداد حيث يناقش شقيقان عمليات الخطف والقتل التي يواجهانها في حياتهما اليومية في إطار سعيهما وراء لقمة العيش كسائقين لسيارات أجرة. وبعد عامين من كتابته المسرحية خطف شقيق الاسدي وابن شقيقه من حافلة وقتلا. وكان قد قتل شقيق آخر للاسدي يدعى عبد الله عام 1981 برصاص فرقة تابعة للحكومة. ويعيش الاسدي في العاصمة اللبنانية بيروت. وقدمت "حمام بغدادي" في عدة مدن منها بيروت ودمشق والقاهرة ومدينة كورك الايرلندية. وترجمت أعمال الاسدي إلى الفرنسية والروسية والانجليزية. ونظم الاسدي الشعر كما كتب مقالات ومسرحيات أخرى منها "إنسوا هاملت" و"نساء الحرب." وفاز بجائزة الامير كلاوس التي تمولها هولندا عام 2004 لدفاعه عن حرية التعبير. وصدم الاسدي حين عاد إلى بغداد أوائل عام 2005 على امل انشاء مسرح لكنه وجدها مدينة "تعاني غربة النفس". وقال إن حكم صدام الذي استمر 30 عاما "محى أرواح "العراقيين" وحياتهم" بينما "قصم الاحتلال الامريكي ظهورهم." وطالب العراقيين والامريكيين ببذل مزيد من الجهد لفهم بعضهم البعض. وقال "يجب أن يفهم "العرب" ان الحرية قيمة مثل رغيف الخبز ومثل الطعام...تبحث الشخصية التي أقدمها في مسرحياتي عن الحرية.. الحرية الاجتماعية والحرية السياسية والحرية الفكرية."