في اثراء جديد للمكتبة الدينية بالمملكة قدم الكاتب محمد عثمان المداح كتابه الجديد اضاءات من سورة الكهف، والكتاب اتى في 244 صفحة من القطع الصغير، ويعتبر من اميز الكتب التي وصفت بشكل (الشرح السردي) لسورة الكهف، وقد استخدم الكاتب الادلة والبراهين في الشرح لبيان عظمة السورة ولم يكتف الكاتب بشرح المفردات الصعبة في سورة الكهف وانما اتى بالبراهين العلمية المؤيدة لقوة وعظمة كلام الله عز وجل الممثل في القرآن العظيم. استخدم الكاتب اسلوب الفصول التوضيحية حيث شمل كتابه خمسة فصول او (اضاءات) كما وصفها الكاتب حيث اختص الفصل الاول منها بشرح للخمس آيات الاولى من سورة الكهف فمعاني كلماتها وباسلوب سهل يمثل خلاصة الكاتب في التعمق والدراسة للتفاسير المختلفة للقرآن الكريم، وقد حرص الكاتب على ذكر الاحاديث القدسية والنبوية عند تعلقها بالآيات التي ورد ذكرها في سورة الكهف وبذات القدر اهتم الكاتب بذكر نزول بعض الآيات التي جاء في ذكرها الاسباب، ولم يكتف الكاتب بذلك بل اضاف في شرحه ذكر بعض آيات القرآن من غير سورة الكهف التي لها علاقة بالموضوع تبعاً للمقولة التي تقول ان (القرآن يفسر بعضه). وفي الفصل الثاني استخدم الكاتب اسلوباً شيقاً في سرد القصص المصاحبة لسورة الكهف مثل قصة صاحب الجنتين، وقد خلص الاستاذ محمد الملاح في نهاية الفصل الثاني من كتابة اضاءات من سورة الكهف الى استخلاص 25 اضاءة من اضاءات الآيات الكريمة التي ورد ذكرها في سورة الكهف من الحكم والعظات والنصائح التي امر الله بها عز وجل بها عبادة المؤمنين. اما الفصل الثالث فاتى مشوقا اكثر لما قبله، حيث استهل الكاتب الفصل الثالث بحديث شريف اخرجه الشيخان البخاري ومسلم عن لقاء موسى مع الخضر عليهما السلام، حيث اتبع الكاتب اسلوباً سردياً مميزاً من خلال ذكر خمس آيات من سورة الكهف ثم يردفها بمعاني الكلمات ثم الشرح ثم الاحاديث الصحيحة المتعلقة بتلك الآيات او الآيات القرآنية من السور الاخرى التي تتعلق بأن حكم تصادفه اثناء الشرح، وختم الكاتب الفصل الثالث من كتابه بشرح لبعض الامور التي قد يجد القارئ فيها بعض الغموض، واستخلص الكاتب في هذا الفصل ثماني عشرة اضاءة وعبرة من الآيات التي ورد ذكرها وشرحها في الفصل الثالث، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، الاصرار على تلقي العلم النافع ووجوب السفر له، وجوب طاعة المعلم، الرحمة باليتيم، وصلاح الابوين ينعكس على مستقبل الاولاد، وتقبل الاقدار مهما كان وقعها، وان ظواهر الكون هي من قدر الله وحكمته. واتى الفصل الرابع يحمل في صفاته العديد من العبر والعظات والنصائح من خلال شرح للآيات وسرد للقصص التي وردت بشأنها مثل قصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج، وقد اتبع الكاتب في هذا الفصل نفس الاسلوب السابق المتبع في عرض الفصل الأول والثاني والثالث اضافة الى بعض الايضاحات بالاجابة على بعض التساؤلات التي تدور في ذهن القارئ مثل سبب تسمية ذي القرنين، ومن هو ذو القرنين، ومن هما يأجوج ومأجوج، والموقع الجغرافي للردم وخلافها، ومن هنا يتضح ان الكاتب لم يترك شاردة ولا واردة الا وتطرق لها بهدف منح القارئ افضلية الاستفادة القصوى من الكتاب. واختتم الكاتب الفصل الرابع من كتابه بتسع اضاءات وحكم مستنبطة من الآيات الكريمة التي اختص بشرحها الفصل، ومن ضمنها التأكيد على نبوة محمد (ص) للمشركين ودحض افتراءات اليهود الذين شككوا في ذلك، ووجوب الرجوع الى القرآن (لانه الحق) لمعرفة حقائق الأمور وعدم الالتفات الى الخرافات و(الاسرائيليات) ووجوب اللين في القول والعمل. ولم يفت على الكاتب ان يأتي ببعض الأدلة العلمية المرتبطة بآيات سورة الكهف مثل التوضيح الذي كتبه في وصول ذي القرنين الى طرفي الأرض غرباً وشرقا، وكما يذكر الاستاذ ملاح بأنه "عندما ينظر الإنسان إلى غروب الشمس في البحر ويجدها وكأن الشمس تسقط في الماء وهذا رأي العين وهو خلاف الحقيقة، وعندما تبدأ في النزول فنرى الجزء القريب من الماء يميل الى اللون القاتم بالتدرج لانعكاس اشعة الشمس على الماء حتى تختفي عن رؤية العين. ولقد حاول مؤلف (كتاب فك اسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج) إثبات أن ذي القرنين وصل إلى المحيط الهندي إلى جزر المالديف تحديدا وأن المحيط الهندي يحتوي على عيون حارة وأن من الممكن أن يكون ذو القرنين رأى الشمس تغرب في إحدى البحيرات المحيطة بأحد البراكين النشطة الواقعة في المحيط الهندي". والرأي.. أن ليس مهماً معرفة المكان تحديدا الذي وصل اليه ذو القرنين لاختلاف الروايات في التفاسير ولكن المهم معرفة أن الله عز وجل قد أعطى ذا القرنين من الإمكانيات وسهل له الأمور حتى وصل إلى طرفي الأرض غرباً وشرقا، ليدعو الى وحدانية الله عز وجل". وفي الفصل الخامس والاخير من كتاب الاستاذ محمد الملاح وضع الكاتب أسلوباً فنياً مرموقأً في اتاحة الفرصة للقارئ لاستلهام العبر والعظة من آيات سورة الكهف من خلال التفكر والتبصر في القصص التي ورد ذكرها، ويبدأ الفصل الخامس من الآية (99 - 110 نهاية سورة الكهف) واطلق الكاتب على هذا الفصل مسمى (حصاد الأعمال) والذي ورد فيه حديث القرآن الكريم عن الجنة والنار وعن يوم القيامة والاجر الحسن والفائزين والخاسرين، واختتم الكاتب الفصل الخامس والأخير بعشرة اضاءات منها ان الكفر يعمي القلوب بظلامه والايمان يضيء القلوب بنوره وان الكافرين ليس لهم قيمة عند الله ولا وزن يوم القيامة بل هم اناس مهانون بما اقترفت ايديهم، ووجوب الايمان بجميع الرسل والتصديق بما جاءوا به وعدم الاستهزاء بهم. كتاب اضاءات من سورة الكهف يمثل عصارة الكاتب من تعمقه الفكري في عظمة سور القرآن العظيم ومن ضمنها سورة الكهف حيث يعد الكتاب مفخرة دينية وأدبية تسعد بامتلاكها المكتبة الدينية بالمملكة والعالم الإسلامي. المؤلف محمد بن عثمان الملاح بدأ حياته العملية موظفا في الادارة العامة لمصلحة الزكاة والدخل. التحق اثناء فترة عمله بجامعة الملك سعود - كلية التجارة وتخرج منها بدرجة البكالوريوس في المحاسبة وادارة الاعمال 1974م. حصل على درجة الماجستير في ادارة الاعمال كلية نوتردام جامعة جنوب كاليفورنيا تلقى العديد من الدورات العملية في الولاياتالمتحدةالامريكية واوروبا واليابان. يتبوأ العديد من المناصب في مؤسسة النقد السعودي في مشوار امتد زهاء الخمسة والثلاثين عاماً، وهو الآن يشغل منصب مدير عام فرع مؤسسة النقد العربي السعودي بالمنطقة الشرقية.