لن أكتب شعراً فالشعر غريب وحزين في زمن القهر لن أكتب نثراً فالوجع سيبقى مرهوناً بمداد الصبر لن أكتب حرفاً مادام الحرف لن يرجع أيام العمر قررت الرحيل عنك بلا أسف.. أعلنت انسحابي من حياتك.. سأرحل عنك لتبقى بعدي تعاني مرارة الندم.. تتجرع كؤوس العذاب بدوني.. لأنك لن تستطيع أن تجدني في أي امرأة أخرى.. سأقتل نبض قلبي الذي لا يزال ينطق باسمك يستعطفني أن أبقى معك.. وبرغم حبك الذي سيظل يسكن أعماقي.. سأرحل لأتبع نداء كبريائي على درب الفراق. *** لحتَ لي من بعيد في صحراء أيامي القاحلة.. سرتُ إليك معصوبة العينين.. مشيت على حد السكين.. تتبعت آثار خطوات مشاعري على درب الوهم.. وكلما تقدمت منك خطوة غاصت أقدامي في دوامة من الرمال المتحركة حتى غرقت في بحر من معاناة لا نهائية ما بين الزيف والحقيقة.. ما بين الشك واليقين.. غامت الرؤى في ضبابات الخوف.. ضاع مني إحساسي بالأمان في متاهات الطريق.. ومضيت وحدي أتبع خطواتي الحائرة خلف ظل يتوارى من سراب المشاعر. *** قدر علينا أن نلتقي في زمان اللاإنسان.. حيث تُغتال المشاعر ويُعتقل الحلم.. ولا يبقى غير الخوف يحيط بنا.. ويلفنا كرداء من الظلمة.. ينسج حولنا خيوطاً من اليأس.. فنتخبط في كهوف العمر.. نحاول أن نهتدي ببصيص من شعاع أمل يتهادى في الأفق.. نعدو خلفه.. نتشبث به.. يلقينا على دورب السراب.. نحتمي بتلك المشاعر التي تحتوينا.. نصرخ في أروقة الصمت.. يتردد صدانا عالياً.. يقتلع جذور الخوف من نفوسنا.. ينتشلنا من أعماق الهاوية ويحلق بنا عالياً لنشيد قصراً من الرمال فوق السحاب. [email protected]