يواجه الكرملين اول اختبار لشعبيته منذ وقوع روسيا في الازمة الاقتصادية عندما يدلى الناخبون من الحدود الغربية الى سواحل روسيا المطلة على المحيط الهادي بأصواتهم في انتخابات محلية ندد بها منتقدون بوصفها معيبة. وتتهم المعارضة حزب روسياالمتحدة الذي يتزعمه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين باستخدام اساليب قذرة في حملته الانتخابية لبعض مجالس البلديات والبرلمانات المحلية ورؤساء البلديات. وتقول ان الحكومة تريد التستر على هبوط في شعبيتها مع ارتفاع البطالة وخفض الشركات الرواتب بتزوير انتخابات تشمل نحو 20 مليون روسي. ويرفض مسؤولو حزب روسياالمتحدة هذه الاتهامات بوصفها مواقف سياسية. ووصف الزعيم الشيوعي المخضرم جينادي زيوجانوف الحملة بانها"قذرة ولا يمكن التغاضي عنها" وقاد الزعيم الوطني فلاديمير جيرينوفسكي انسحابا احتجاجيا لنوابه من مجلس الدوما(المجلس الادني للبرلمان) يوم الجمعة . ويشكل الشيوعيون تحديا قويا للبرلمان الاقليمي في منطقة بريانسك الصناعية وهي منطقة تكسوها الغابات ويقطنها 1.3 مليون شخص قرب حدود روسيا مع روسياالبيضاء واوكرانيا. ولا يشارك بوتين ولا حليفه الذي سلم له الرئاسة العام الماضي ديميتري ميدفيديف بشكل مباشر في هذه الانتخابات. ولكن مصيرهما السياسي مرتبطان ببعضهما وسينظران الى النتائج كمقياس لشعبيتهما. وعلى الرغم من اظهار استطلاعات الرأي تراجع التأييد لبوتين وميدفيديف منذ الازمة المالية التي عصفت بروسيا في اكتوبر تشرين الاول يتوقع محللون تسجيل تراجع بسيط في تأييدهما في الانتخابات امس الاحد. وحزب روسيا المتحد الذي يهيمن على البرلمان الوطني ويسيطر على كثير من اجهزة الاعلام واثق تماما من الاحتفاظ بسيطرة الثلثين على برلمان بريانسك الاقليمي. ويعكس هذا الصورة الاوسع على النطاق العام حيث من المتوقع ان يحتفظ الحزب الحاكم بالسيطرة على البرلمانات الاقليمية التسعة وانتخابات رؤساء بلديات البلدات والمدن الرئيسية والجزء الاكبر من مجالس البلدات والقرى التي تشارك في الانتخابات في 3600 حملة انتخابية محلية منفصلة. ولا توجد انتخابات في مدينتي موسكو او سان بطرسبرج وفي المناطق الاكثر تقلبا في شمال القوقاز او في فلاديفوستوك في اقصى الشرق والتي شهدت في الاونة الاخيرة احتجاجات بسبب التعريفات الجمركية على السيارات اليابانية المستوردة والتي اثرت على الاقتصاد المحلي.