* اضافت مصر الى رصيدها المتعاظم عملاً عظيماً وجليلاً يحكي عن تأكيد ريادتها لدورها التاريخي العربي والاسلامي وهي تجمع شمل الفصائل الفلسطينية بعزم مستمر لايجاد حل لخلافاتها التي احدثت شرخاً في القضية الفلسطينية وكادت ان تصعف آمال شعبها وتطلعات الامة العربية والاسلامية في وحدة ومصير قضيتنا المشتركة. * لقد مارست مصر دورها التاريخي بكل شموخ ونكران للذات والذي تفرضه مكانتها في منطقتنا العربية واستطاعت بحكمة وقيادة الرئيس مبارك انجاز عمل تاريخي يحفظ لامتنا كرامتها وعزتها فأعادت رص صفوف اشقائنا الفلسطينيين ووحدتهم لمواجهة العدو، فما لانت لهذه القيادة العظيمة عزيمة ولا وهنت لها همة تجردت من كل الاهواء والمصالح الا مصلحة الامتين العربية والاسلامية اللتين تجاهدان معها من اجل احقاق الحق المغتصب واسترجاعه لاهله.* ومثلما نحمد للقيادة المصرية هذا الانجاز الكبير نشيد باشقائنا الفلسطينيين ونشد على ايديهم بلا استثناء وهم ينبذون غرائز النفس ويترفعون عن الصغائر وينحازون الى شعبهم لتخليصه من الذل والهوان والصلف الاسرائيلي الذي جثم على صدره اكثر من ستين عاماً، كما انحازوا الى منطق العقل فان في الوحدة قوة فكانوا جميعاً عندما اعترى الخطب متوحدين "تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسراً واذا افترقن تكسرت احادا" ملجمين بذلك الحاقدين الكارهين لامتنا العربية والاسلامية حجراً. * لقد انتصر منطق العقل بجهد ومؤازرة الحادبين على مصلحة الامة العربية والاسلامية وعاد الجميع الى الطريق السوي وهذا يجعلنا نهنئ انفسنا بهذا الانجاز وندعو لتأكيد الحفاظ على هذا العمل والعض عليه بالنواجذ . فوحدة الصف وبلوغ الهدف اسمى الغايات لانه سيحملنا الى مراحل جديدة نؤكد فيها اننا امة متحضرة ورائدة وذات حضارة وتاريخ وقبل ذلك دين وقيم تحتكم الى منطق العقل انطلاقاً من حاكمية الله في قوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". * ان استشراف الريادة يحتاج الى قوة والقوة تحتاج الى وحدة والوحدة تحتاج الى نكران للذات والابتعاد عن الصغائر والامة مجتمعة يمكنها ان تحقق اهدافها ومصالحها متى ما ترفعنا وكنا اكبر من الجراح حينها سنرتاد الاعالي وسيسمع كلمتنا القاصي والداني. * ان الوقفة المشرفة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - مع القضية الفلسطينية وشعب فلسطين تؤكد اهتمام القيادة في المملكة في هذه القضية، ولا نريد هنا ان نقدم جرد حساب لهذه المواقف المشرفة فالتاريخ يحفظها لخادم الحرمين الشريفين وذاكرة الامة العربية والاسلامية مازالت متقدة فالكل يشهد له يده البيضاء على فلسطين وشعبها واخلاصه في ذلك لله وحده فمتى ما خلصت النية الى الله خلص العمل ووصلنا الى غايتنا المنشودة.