جاءت مشاركة منطقة المدينةالمنورة ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته (24) لهذا العام امتداداً للمشاركة التي بدأت منذ انطلاقة المهرجان في دورته الأولى حيث كانت مشاركة المنطقة متميزة في شكلها ومضمونها بفضل من الله عز وجل ثم بفضل ماحظيت به اللجنة من دعم وتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة والتي تأكد أن تكون المشاركة في مستوى تحقيق الأهداف والتطلعات لهذه المناسبات الوطنية. فقد بدأ التميز بتشكيل لجنة اشرافية شكلت منها فرق ومجموعات عمل فرعية محددة المهام تقوم بالعمل على تحقيق الأهداف العامة للجنة في المهرجان ثم بدأ العمل الاعدادي حيث عقدت سلسلة من الاجتماعات تمخضت بتأطير مشاركة العديد من الجهات ذات العلاقة وتشكيل فرق العمل ضمن اللجنة وتوصيف مهامها وتسمية أعضائها وحصر الحرفيين والالتقاء بهم واستكمال إجراءات المشاركين وفقاً لتعليمات إدارة المهرجان إلى جانب تأمين كافة احتياجات الوفد. وما أن يبدأ بيت المدينة باستقبال الوفد والضيوف عبراقسامه وبواباته الجميلة "باب المصري وباب العنبرية" التي تعد كمدخلين للبيت التي تمثل نمطاً معمارياً يتسم بالتحصين والقوة وتحاكي حالتهما بوابات المدينةالمنورة في الماضي ثم داخل البيت " البيت المديني " الذي يتسم بالعناصر والتقسيمات الفراغية من الداخل وماله من علاقة بيئية تربطه بالخارج وتصميم الواجهات وتبرز المقتنيات التراثية القديمة الخاصة بالحياة المدنية بمجالات استخدامها وعلاقتها بالعادات والتقاليد وسلوكيات الأٍسرة والمجتمع المدني واستخداماتها وفقا للظروف المناخية . وقد كان لمنطقة المدينةالمنورة حضورها البارز في كافة برامج المهرجان وفعالياته من خلال ما تقدمه من برامج وأنشطة مختلفة تمثل حضارة وتراث المنطقة ومن أبرز تلك البرامج والأنشطة والموروث الشعبي الحرف اليدوية حيث تعد الحرف اليدوية مصدر رزق للكثير من أبناء طبية الطيبة، ولقد تم عرضها وتقديمها في جناح المدينة بشكل نال استحسان وإعجاب زوار الجناح وبمشاركة بعض الحرفيين من المحافظات التابعة للمنطقة، ومن تلك الحرف التي يقدمها الجناح (الصائغ- القماش- الحداد - السمكري- النجار-المشرط-الخواص -العطار-العطرجي-الخراز- الطبيب الشعبي- صانع السفن-السبيل-بائع السبح- بائع الكولندي- كاتب الامهار - الحجّام – الفاخرجي ) ، وايضا من أبرز الأنشطة الأزياء الشعبية التي تعد من السمات البارزة التي تميز كل مجتمع عن غيره وقد تجسدت الأزياء الشعبية الخاصة بمنطقة المدينةالمنورة بملابس المشاركين بالفرق المختلفة من ملابس تقليدية بتصاميمها الرائعة التي تتناغم مع المكان والزمان والحدث كما للزخارف والنقوش الفنية التي تميزت بها منطقة المدينةالمنورة بتفرد حضاري خلال حقب التاريخ الإسلامي هذه العراقة التي عاشتها المنطقة وتفاعلت معها عبر مظاهر تراثية متعددة والتي تظهر في نماذج كثيرة منها العمارة التقليدية وما يزينها من رواشين ومشربيات وأبواب تعكس جوانب الإبداع المحلي الرائع وتوضح المستوى الحضاري التي عاشته المنطقة لتعكس نموذجا جميلا بالصور الاجتماعية التي يتم من خلالها تقديم الصور والألعاب الاجتماعية القديمة والتي كانت تشتهر بها منطقة المدينةالمنورة .أما الأكلات الشعبية لمنطقة المدينةالمنورة فتعد من أبرز ما يميز البيت عن غيرها من بقية المناطق حيث تشتهر بأكثر من (12) نوعاً من المأكولات كما تشتهر بالفنون الشعبية والتي تقدمها (فرقة المدينة للفنون الشعبية )،متمثله بفن ( زيد-دمام-بدواني-خبيتي بالقصبة-المزمار الشعبي). وتتأكد في هذا العام كذلك مشاركة محافظات المنطقة في المهرجان ضمن مشاركة منطقة المدينةالمنورة تنفيذا لتوجيهات سمو أمير منطقة المدينةالمنورة حيث تم تحديد منسقين في المحافظات للتواصل مع لجنة الجنادرية والإعداد لمشاركة المحافظات وتشكيل لجنة ضمن الوفد الإداري للمشاركة هذا العام لمتابعة مشاركة المحافظات ورصد الحرف اليدوية الموجودة بها وعمل قاعدة بيانات بذلك وتم اعتماد العديد من الفعاليات للمحافظات فهنالك مشاركات من محافظة ينبع تحكي تاريخ ينبع وما تحتويه من فنون شعبية اشتهرت بالمحافظة وبعض الحرف التي اشتهرت أيضا بها المحافظة من صناعة السفن ومشتقاتها من أدوات صيد كان لها شأن في ماضي الزمان مع مرتادي البحر الاحمر . كما أن لمحافظة بدر مشاركة لما تحويه من إرث تاريخي من أهمه غزوة بدر التي حظي بها المسلمون بالنصر بعد توفيق الله كما لمحافظة خيبر تميز من خلال العيون الجارية كما كان يسمونها أهلها قديماً والتي مازال البعض منها يجري إلى وقتنا هذا وما تشتهر به من زراعة النخيل الذي استغل بالعديد من الحرف الخاصة بالنخيل كما تشارك محافظة العلا بفرقة للفنون الشعبية التي تؤدي كافة فنون المحافظة من السامري والعرضة وغير من الفنون الشعبية التي تشتهر بها المنطقة كما تشارك محافظة خيبر في المهرجان كذلك محافظة الحناكية ومحافظة المهد وما يوجد بهمها من حرف يدوية ومعارض تراثية وصناعات قديمة وفنون شعبية وغيرها حيث تم تخصيص جناح بمقر بيت المدينة بالجنادرية لمشاركة المحافظات وتجهيزه بكافة احتياجاته وتوفير كافة الخدمات للمشاركين من المحافظات.