أُعلِنت أمس في الرياض، في حفل افتتاح أعمال المنتدى السعودي للمياه والطاقة 2015 أسماء الفائزين في "مسابقة التقنية العالمية" التي أطلقها مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال ومركز الابتكار في جنرال إلكتريك "إيكوماجينيشن". وكان مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال قد أطلق في شهر أبريل من العام الماضي، بمشاركة شركة جنرال إلكتريك، مسابقة عالمية في مجال تحلية مياه البحر باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، وذلك تعزيزًا لثقافة ريادة الأعمال والمشاريع القائمة على التقنية في المملكة. ولا تهدف هذه المبادرة إلى طلب حلول مبتكرة لتحسين كفاءة تحلية المياه فحسب، بل لإتاحة هذه الحلول كذلك للمجتمع من خلال إيجاد قنوات للتواصل بين مجتمع الأعمال المحلي والمبدعين العالميين لتبني تلك الحلول على المستوى الإقليمي وإيجاد مشاريع قائمة على التقنية. وحظيت المبادرة بدعم محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة التي تمتلك وتشغل نحو 25% من طاقة تحلية المياه في العالم بأسره. ونظراً لأن المملكة تعد أكبر مستخدم لعمليات التحلية وتقنياتها، فمن المتوقع أن تستثمر بكثافة في تقنيات تحلية مياه البحر والطاقة الشمسية في العقود المقبلة. وقد أعلن معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين، خلال حفل الافتتاح أسماء الفائزين الذين سيحصل كل منهم على جائزة نقدية، إلى جانب إمكانية الحصول على مزيد من الدعم في تطوير ونشر الحلول المبتكرة. وانتهت المسابقة إلى تقديم 108 حلول مبتكرة تمثل 32 دولة، وجاءت الولاياتالمتحدةالأمريكية في المركز الأول من حيث عدد الحلول المقدمة فيما حلت المملكة ثانية في هذا المضمار. وفي هذا الشأن قال معالي المهندس الحصين: "إن الجهد المحمود من جانب مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال وشركة جنرال إلكتريك في رصد الجوائز تشجيعًا للابتكار في مجال تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة هو جهد له أهميته الاستراتيجية في التصدي لمشكلة ندرة المياه إقليميًّا وعالميًّا." وأضاف: "لما كانت الطاقة تمثل ما يقرب من 70? من تكلفة تحلية مياه البحر، فإن إيجاد حلول تتسم بالكفاءة وتعتمد على استخدام مصادر الطاقة المتجددة سيكون له تأثير بعيد المدى على قطاع المياه، لاسيما في منطقة مجلس التعاون الخليجي. كما أن الإعلان عن الفائزين العالميين هنا، من خلال مبادرة تقودها المملكة، دليل على ريادة المملكة في إيجاد وتعزيز الحلول الموفرة للطاقة التي ستعود بالنفع على صناعة المياه والطاقة على مستوى العالم، فيما تؤكد المسابقة على أن المملكة ليست مجرد مستهلك للتقنية لكنها تستحدث كذلك حلولًا مبتكرة بالشراكة مع الآخرين". ومع أن الجوائز تقتصر على أربعة عروض فقط، حفلت المسابقة بالعديد من العروض عالية الجودة التي يلبي كثير منها احتياجات أخرى مهمة للمملكة، كالأمن الغذائي. الفائزون في المسابقة وقد فاز في مسابقة الابتكار التقني العالمي كل من: ماركو روزا- كلوت، وأنطونيو نافيليو، وجانفرانكو كاروسو من جامعة فلورنسا (إيطاليا) عن مشروعهم المسمى "SHAMS-Titanium MED desalination project"، وكيم تشون نغ من جامعة سنغافورة الوطنية بالاشتراك مع باحثين من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عن مشروعهم "تحلية المياه باستخدام الامتزاز المختلط متعدد التأثير: تقنية جديدة عالية الكفاءة ومنخفضة التكلفة لتحلية المياه"، ونوربرت كيبرز وفريقه – المؤسسة الهولندية للأبحاث العلمية التطبيقية في هولندا عن مشروع "الإنتاج المتزامن لمياه الشرب والكهرباء بواسطة التقطير الغشائي تحت ضغط عالٍ باستخدام الحرارة الشمسية (الطاقة الشمسية المركزة)"، وجايمي ماتيوس – أنفيرو (الولاياتالمتحدةالأمريكية) عن مشروع فريقه حول "استخدام أغشية التناضح العكسي فائقة النفاذية في تحلية المياه".وبالإضافة إلى الفائزين الأفراد، حصلت مؤسسات عدة على إشادات خاصة بمقترحاتها، وهي: جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، و"ام اي تي" MIT، هاي-زي تكنولوجي؛ ونافوتك سولار؛ وأيه آي إل ريسيرتش؛ وأكوا أبيب لحلول المياه؛ والمركز العربي للاستشارات الهندسية؛ وإينرجي كونسبتس كومباني؛ وإف كيوبد سولار ووتر بروسيسورز؛ والجامعة الألمانية الأردنية؛ وجلاسيار تك؛ وITM-CNR؛ وأوكيانوس تكنولوجيز؛ وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الظهران؛ وميلينيام إينرجي إندستريز؛ وجامعة الطفيلة التقنية؛ وجامعة تكساس أيه آند إم؛ وتوتال ووتر سولوشنز؛ وترانس جلوبال H2O؛ وجامعة ماين؛ وجامعة نوتردام؛ وجامعة فالادوليد؛ وجامعة غرب اسكتلندا؛ وغيرها. وأثنى العضو المنتدب في أرامكو السعودية لمشاريع الطاقة الأستاذ نبيل الخويطر على استجابة المبتكرين من أنحاء العالم للتحدي الذي طرحته هذه المسابقة، وذلك بتقديمهم العديد من الأفكار غير المسبوقة، وقال: "تبرهن هذه الحلول المبتكرة على إمكانية التصدي لأحد أكبر المخاوف التي تواجهها البشرية، وهو ضمان إمدادات موثوق بها من المياه من خلال تحلية المياه باستخدام التقنيات المحققة لكفاءة استهلاك الطاقة والمعتمدة على مصادر الطاقة المتجددة". وتعد التقنيات الأربعة الفائزة المقدمة من خمس دول أمثلة على مجموعة من الحلول المبتكرة الجاري تطويرها لمواجهة الاحتياجات الملحة للصناعة، والتي يمكن نشر الكثير منها في المملكة عن طريق المشاريع والتطوير المشترك. فيما سيُنظر في إمكانية تبني الحلول المبتكرة المقدمة، من جانب مؤسسات ورجال أعمال من المملكة، مثل شركات إنتاج الكهرباء والمياه المستقلة، أو من خلال شركة جنرال إلكتريك، وذلك بهدف دراسة تطبيقها إقليميًّا.