أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري أن رسالة مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي كانت واضحة وتأكيداً على أن الإرهاب لا دين له ولا هوية وينطلق من منظور التخريب والقتل . جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده معاليه أمس عقب اختتام أعمال الدورة التاسعة عشرة للمؤتمر ، الذي استضافته المملكة ، تحت عنوان " اللغة العربية منطلقا للتكامل الثقافي الإنساني " . وقال "عندما حذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود من الإرهاب ، وأكد على أنه يجب ألا يُعتقد أن الإرهاب موجه لإنسان دون غيره، أو منطقة دون منطقة، أو دولة دون دولة، أو دين غير دين" كان يعي خطورة هذا الأمر . وأضاف معاليه : ندرك أن المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي تواجه الإرهاب بحزم وقوة ودراسة . وقال : أذكر عندما تحدث خادم الحرمين الشريفين ، لم يُؤخذ هذا النصح والتحذير بالجدية المطلوبة لاعتقاد بعض الدول أنها بعيدة عن الإرهاب . وأشار إلى أهمية التفات الجميع لخطورة الإرهاب والنظر إليه على أنه آفة تهدد جميع المجتمعات وتستهدف مراكز الاستثمار و البنى التحتية ، مستشهدا بما ذكره معالي وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين الدكتور ماجد النعيمي ، واستهداف التخريب مثلا في دولة البحرين المدارس وتعرض أكثر من 360 مدرسة للتخريب يلقي إيحاء بأن هناك من يعمل على هدم البنية التنموية والاقتصادية والاجتماعية بمختلف دول العالم . ودعا معاليه الجميع إلى أن تكون رسالتنا من اليوم وصاعداً أن التغذية التي نراها اليوم من خلال نوعية الأفلام التي تبرز القتل كنوع من المتعة وكذلك برامج الألعاب التي نراها على مختلف الأجهزة لمختلف الأعمال هي أحد العوامل المسببة للإرهاب . ولفت معالي وزير الثقافة والإعلام إلى أن المؤتمر ناقش الاعتداء المستمر لإضعاف القضية الفلسطينية ، وأن عدم الاهتمام بها يزيد ويكرس من ثقافة العنف ، وقال : لأنه عندما نرى كمجتمع مسلم أن الحق الفلسطيني يسلب ونجد الدعم من الدول الغربية ؛ فإن هذا النتاج الطبيعي كمغذ أساسي للتخريب . وأوضح معاليه أن ثمة عوامل كثيرة للإرهاب اتفق عليها المعنيون في دراسة الإرهاب ، معبرا عن أمله في إبراز مسببات الإرهاب وعدم تقزيمها . وأشار إلى أن هذا المؤتمر والمؤتمر الذي سبقه سيعزز من هذا الأمر ويجعل من الإعلام شريكا قويا لإبراز أهمية حماية المكتسبات الوطنية من التدمير . وأفاد أن توصيات المؤتمر في دورته التاسعة عشرة سيتم تنفيذها من اليوم بمشيئة الله تعالى وبعضها سيأخذ فترة زمنية ، مفيدا أنه سيوضع برنامج تنفيذي لها للعمل عليها. وبين معالي الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن وزراء الثقافة العرب اتفقوا على إنشاء مجلس أدباء الثقافة العرب في 21 مارس ، الذي هو يوم الشعر العربي تضامناُ مع اليوم العالمي للشعر . وبين معاليه أن من أهم القضايا والمحاور التي نوقشت في المؤتمر ، إثراء اللغة العربية من خلال استخدام مختلف الوسائل وأدوات التواصل الاجتماعية ومواكبة المتغيرات الإعلامية والوصول إلى مختلف شرائح المجتمع ، مهيبا بوسائل الإعلام التكاتف في تغيير الانحراف المستخدم في وسائل التواصل الاجتماعي لدى العرب، حيث إن الدول الغربية ارتقت في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واستفادت منه وأصبح الكثير من المواقع مراجع علمية وثقافية واجتماعية بعيده تمام البعد عن المهاترات والغيبة والنميمة التي أصبحت تسيء لنا . وكشف معالي وزير الثقافة والإعلام عن أن هناك دراسة لقناة خاصة تعنى بالثقافة العربية متمنيا أن ترى النور قريبًا بعون الله . وقال " لكن نحن بحاجة للخروج من الصراعات الداخلية بيننا إلى لغة الحوار والتفاهم ، وأشدد على إدراك خطورة هذا الأمر وتغيير هذا المحتوى والتركيز أولاً على الإيجابية وتعزيز ما بداخلنا لحب الحياة " . وأبان معالي المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور عبدالله بن حمد محارب ،من جهته أن المنظمة في السنوات الماضية تستقبل بعض ردود الأفعال من الدول حول تنفيذ التوصيات في المؤتمرات السابقة ، لافتا النظر إلى أنه بعد هذا المؤتمر ستحاول المنظمة متابعة التوصيات التي تخص الدول أو التي تشترك فيها مجموعة من الدول. وسلط الضوء على مشروع " جلكسي رابز " الذي يحتاج إلى برامج تصميم من قبل الشباب العرب ، حيث ستعمل مسابقات في كل دولة للشباب لتصميم برامج ، بالإضافة إلى تنظيم لجان لاستقبال هذه البرامج وتقييمها لاختيار ما يصلح منها ، التي تعد برامج ثقافية وتعليمية . كما أكد الدكتور عبدالله محارب أن المنظمة بدأت بالعمل على برنامج الزيارات الافتراضية بحيث يستطيع المتصفح من الإنترنت أن يزور المتاحف ويتجول فيها وهو في البيت .