خبير الجغرافيا والاستشاري بمكتب خدمات البيئة والتنمية محمد عثمان السماني قال: «ثلثا السودان الشمالي متأثر بالتصحر. وتنحصر المناطق المتصحرة في السودان بين خطي العرض 10-18 درجة شمال في مساحة تعادل بالتقريب 51 في المئة من مساحة البلاد. وتم تقدير أبعاد التصحر في السودان باستخدام نظم المعلومات الجغرافية التالية: استخدامات الأراضي، الجيومورفولوجيا، المستوطنات البشرية، نمط التربة والتصريف وتوزيع الأمطار.وتستند تقديرات واتجاهات تدهور الأراضي على التفاعل بين عوامل مثل المناخ والتربة والغطاء النباتي والأنشطة الحالية للبشر. وبهذا يمكن جمع الولايات المتأثرة بالتصحر في ثلاثة مجموعات: الأولى اكثرها تصحرا وتقع في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من السودان. الثانية الولايات الواقعة على السهول الطينية الوسطى والمشاريع المروية الرئيسية. الثالثة الولايات الغربية الشمالية. عواقب وخيمة ويشكل الجفاف والتصحر عائقاً حقيقياً للتنمية الزراعية المستدامة بسبب غياب ثلاثية استخدام الأرض من تخريط وتخطيط وتشريع، ويهدد قطاع الري ومشاريع الزراعة المطرية الآلية والتقليدية، التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد القومي، ويعمل بها أكثر من 60 في المئة من سكان البلاد ،وتساهم بحوالي 40 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي. وقد تدنت إنتاجية مساحات شاسعة من التربة وأغلب الأراضي الخصبة بسبب الزحف الصحراوي، بما في ذلك مشروع الجزيرة. إضافة إلى تدني طاقات المراعي. ويؤثر ذلك في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان، ويظهر هذا الأثر في هجرة المزارعين والرعاة من الريف إلى المدينة وبالتالي تدهور الخدمات الاقتصادية والاجتماعية للسكان، الذين زادوا من 10.26 ملايين نسمة في العام 1956م إلى 25.6 مليون في 1993م وإلى 39.1 مليون في 2008.من جهة أخرى، يشير عضو هيئة المستشارين في قطاع البيئة بمجلس الوزراء تاج السر بشير عبدالله: «أن الخطورة الكبرى تتمثل في زحف الكثبان الرملية النشطة بالولاية الشمالية بمتوسط 15 متر في العام تجاه النيل الرئيسي مسببة أيضاً الهدام أما القيزان الثابتة والمنتشرة بغرب السودان تنتقل حبيبات الرمل من سطحها الهش إلى مشروع الجزيرة عبر النيل الأبيض وتغطى مساحات كبيرة لا تقل عن 15 في المئة من مساحة المشروع وهذا يأتي في إطار المشروع الذي تقدم به كرسي اليونسكو للمياه بجامعة أم درمان الإسلامية للمرفق العالمي للبيئة عن زحف الرمال تجاه النيل». مشروعات عديدة وفي مواجهة التصحر، قال مدير معهد دراسات التصحر مبارك عبد الرحمن: «تنفذ الحكومة بعض المشاريع القومية وأخرى مدعومة من الخارج إضافة إلى بعض خطط المشاريع المستقبلية في المناطق المتأثرة بالتصحر في معظم الولايات، إلا أن تأثيراتها موقعية ومحدودة؛ نظراً لاتساع المساحات المتأثرة وشدة تدهورها. منها مشروع تعمير حزام الصمغ العربي.