رأس صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي امس بمدينة الصخيرات المغربية أعمال مؤتمر فكر السنوي الثالث عشر الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي برعاية جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية تحت عنوان " التكامل العربي ، حلم الوحدة وواقع التقسيم " بمشاركة عدد من أعضاء الحكومة المغربية وعدد من المفكرين و الأكاديميين والعلماء والباحثين من مختلف الدول العربية . وألقى سمو الأمير خالد الفيصل كلمة أوضح فيها ما تمر به الأمة العربية من حال سيئة وواقع أليم . وقال "عوضا عن البناء والنماء بنهج الحكمة والحكماء ينشب الاقتتال بين الأخ و أخيه ويتحسر الأب على مصير بنيه وفي ظل التناحر المهين بين الطوائف والقبائل والأجناس في الوطن الحزين تنسى فلسطين ، وباسم الجهاد يقتل المسلم أخاه المسلم وباسم الوطن يتشرد المواطن وباسم الحرية تنتشر المهاجر وتتكدس السجون ، ويزهو اليعروبي المغوار ببندقية على جثة طفل عربي ضحية". وتساءل سمو الأمير " ألم يأن للعرب أن يحكموا العقل و يفيقوا من غفوة الجهل ويعتمدوا بعد الله على أنفسهم ، وما آن للحكماء والعلماء أن يقولوا كلمتهم حتى نكون مشاركين لا تابعين ومنتجين لا مستهلكين و مبادرين مبدعين لا ناقلين مقلدين" داعيا إلى منافسة العالم بالإبداع والابتكار وإلى تحويل ظلمة جهل الليل إلى نور علم النهار . وأعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن مؤسسة الفكر العربي بعد اختيارها لموضوع التكامل العربي لمؤتمرها هذا ، ستخصص كامل العام المقبل لبحثه مع المؤسسات العربية المعنية و في مقدمتها الجامعة العربية . وتداخل في الجلسة الافتتاحية باسم جامعة الدول العربية الأمين العام المساعد رئيس مركز الجامعة بتونس عبد اللطيف عبيد الذي أكد أن الواقع الأليم الذي تعيشه الأمة العربية هو وليد عقود من التشرذم والإخفاق في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، موضحا أن التكامل العربي هو هدف ووسيلة كونه أمل وحلم أزيد من 350 مليون إنسان تجمعهم لغة واحدة وتقارب في الجغرافيا ، مشددا على أن التكامل هو الوسيلة الأهم لتحقيق النهضة الإنسانية في العالم العربي. وأشار ممثل الجامعة العربية إلى أن جهود مؤتمر فكر 13 خطوة تسير في اتجاه الأهداف التي تسعى جامعة الدول العربية التي تحتفل العام القادم بالذكرى السبعين لتأسيسها ، مؤكدا أن الجامعة العربية قد بذلت ما تستطيع من جهود من اجل التقدم على درب التكامل العربي والوحدة العربية. وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة إلى المشاركين تلاها نيابة عنه نائب الأمين التنفيذي للجنة للأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ( الإسكوا )، الدكتور عبد الله الدردري قال فيها " إن التكامل العربي الذي تنشده مختلف الشعوب العربية التواقة إلى غد أفضل يواجه صعوبات جمة بفعل الاكراهات الاقتصادية والاجتماعية واسعة النطاق إلى جانب تنامي الصراعات الطائفية والعرقية ، في المنطقة العربية التي أخلفت موعد التطور والتقدم بالنسبة لبلدان المنطقة " .