رحل الشاعر اللبناني سعيد عقل أمس الجمعة عن عمر يناهز مائة وسنتين تاركاً مئات القصائد الشعرية والأعمال الأدبية وكان قد تميز شعره بالتجديد. سعيد عقل مفكر وشاعر لبناني من مواليد زحلة . عقل في ديانته نصراني، إلا أنه كان يدعو إلى التآخي بين كافة الديانات ، فلا عجب أن جاءت قصيدته هذه ذات صبغة إسلامية محضة من حيث شعوره الحقيقي، إزاء المسلمين، المتسم بمشاركتهم فرحتهم وصلواتهم في موسم الحج ويبدو أن المناسبة هي عيد الأضحى المبارك . دون شك أن طابع القصيدة ديني إسلامي فهو يوظف ألفاظاً إسلامية من وحي القرآن الكريم ، ومن يجهل ديانة الشاعر فإنه في قراءته للقصيدة سوف يؤكد لنفسه بأن الشاعر مسلم . في البدء دعا الشاعر إلى التآخي بين أبناء الديانات ، ولكن فيما بعد انتهج منهج الفينيقيين القدامى ودعا لإتباع مذهبهم، وخلاصته : "إن هوية الإنسان ورؤيته تحدد بموجب موطنه وعرقه ، فهو لبنانيّ، وبدأ يغير نظرته في دعوة أبناء الديانات للتآخي فخير الأمور الاستقرار والاهتمام فيها هو خاص بالإنسان نفسه بموجب الفينيقية ." مضمون القصيدة: يغني الشاعر لمكةالمكرمة وإلى من فيها من المسلمين الصيّد (جمع أصيد وهو ذو الكبرياء والأنفة) بينما عيد الأضحى يبعث الطرب في نفسه . يفرح المسلمون فتتلألأ كل البيوت في الأرض كما تتلألأ الكعبة (بيت الهدى). يعلو بنيان المسلمين ويشمخ حتى النجوم وذلك لأنهم على اسم الله خطوا خطواتهم . ويطلب الشاعر من قارئ القرآن أن يدعو لأهله في مكة وأن يطيب الصحاري بالذكر العطر . ويتصور الحجاج الراكعين الذين يبتهلون إلى الله ويمدون راحاتهم وهم موقنون بأن باب السماء سيفتح والاستجابة قريبة . تنتمي القصيدة إلى القصيدة الحديثة من حيث وحدة الموضوع. أما ألفاظها وتعابيرها الموظفة ، فيمكننا إدراجها ضمن القصائد الكلاسيكية أكثر من إدراجها ضمن ألفاظ وإيحاءات القصائد الحديثة بما تحوي من لغة الإيحاء والغموض والرمزية . نص القصيدة: غنيت مكة أهلها الصيد و العيد يملؤ أضلعي عيدا فرحوا فلألأ تحت كل سما بيت على بيت الهدى زيدا وعلى اسم رب العالمين علا بنيانه كالشهب ممدودا يا قارئ القرآن صل له، أهلي هناك وطيب البيدا من راكع ويداه آنستا، أن ليس يبقى الباب موصودا أنا أينما صلى الأنام رأت عيني السماء تفتحت جودا لو رملة هتفت بمبدعها شجوا لكنت لشجوها عودا ضج الحجيج هناك فاشتبكي بفمي هنا يغر تغريدا و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا لا قفرة إلا و تخصبها إلا و يعطي العطر لاعودا الأرض ربي وردة وعدت بك أنت تقطف فإروي موعودا و جمال وجهك لا يزال رجا ليرجى و كل سواه مردودا