حادث السير المفجع،الذي نشرته صحف كثيرة،وراح ضحيته أسرة الشاب ماجد الثقفي كاملة ،يبدو في ظاهره حادث سير عادي ، مثل كل حوادث السير التي تحفل بها طرقاتنا الطويلة،غير ان لهذا الحادث وجه آخر لمن يعرف تجربة الشاعر الكبير الحميدي الثقفي.هذا الشاب المتوفي ماجد ، رحمه الله ، كان بالنسبة لنصوص الحميدي الثقفي ، أيقونة رمزية بالغة الحضور،وبالذات في نصه الشهير(هوامش على كرّاسةاللعنة)،وقد كان حضور ماجد في النص،حضوراً رمزياً،يعبر عن كل ماجد على وجه هذه البسيطة ، ماجد المقيّد،ماجدالمقموع،ماجد المضطهد ، ماجد الباحث عن وطن مفقود: كم وجه ماجد يشبه الوجه القديم لصاحبي كم هي يدينه تشبه أقواس النبال أقواسها لاشفت ياماجد هوى غصن الزمان وطاح بي والنار في صدري تشب آخر نشيد أعراسها إكتب عزاي اني تعقبت السواد وراح بي دربٍ طويل من العطش بين الشفاه وكاسها لم يكن ماجد مجرد ابن شقيق الحميدي،بالذات في رؤية الحميدي الشعرية،ورؤيته الإنسانية للحياة،بل كان رمزاً لكل الكادحين البسطاء ،الذين تشابه سحناتهم سحنات وملامح ماجد الثقفي،التي تشبه الأرض، بسُمرتها وحُرقتها،وأنينها،ولون جلدها.فقد الحميدي ابن أخ وحبيب مقرّب ، من الناحية الاجتماعية،لكنه من الناحية الشعرية،فقد جزئاً من النص.في معادلة رياضية شعرية ، يمكن كتابة ماحدث هكذا: وفاة ماجد = جزء من النص مفقود. هكذا كتب الحميدي في رثاء ماجد،وفي رثاء الجزء المفقود من نصّه الشعري: ليت المنايا تعرف انك كحيلان وتجوز عن بعض الرجال المنايا شافتك ذروة من سعى عالي الشان واختارتك حور العيون الصبايا اختارتك في جنة الخلد تزدان فيها بماقدمت خُلق وعطايا ياصاحبي ماللشعر سمع ولسان بعدك نورّدها وتصدر ظمايا والله لولا طيب فعلك والإيمان لأبكيك حتى ياحميد السجايا تنضب دموعي ثم تبيّض الأعيان ويزوع من بين الضلوع الحنايا