لن أتطرق اليوم إلى محاسن موسم الحج لهذا العام فقد سبقني اليه كثر، ولكنني اشير هنا الى ان عدد الحجاج والذي لا أتوقع أنه يشمل الأطفال المرافقين - وطبعا لا يشمل غير المصرَحين المتسلِلين، كفيل بخلق تزاحم وتدافع شديدين من الطبيعي أن تنتج عنهما عواقب غير مستحبَة، فما هو مصير الأطفال في مثل تلك الظروف..؟ خلال شهر رمضان من هذا العام أكد قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام اللواء يحيى الزهراني، أن عدد حالات الأطفال التائهين التي يسجِلها مكتب الأطفال التائهين بالمنطقة المركزية تتراوح بين 25-40 حالة يوميا، فيما استقبل مركز رعاية الأطفال التائهين _الذي تم انشاؤه حديثا_ في حج هذا العام 70 طفلا تائها. والسياسة المتَخذة حيال هذه الحالات هي أن يقوم رجال الأمن أو المرشدات بتسليم الأطفال التائهين للمركز السابق ذكره، لكن في حال تأخر ذوي الطفل عن استلامه يتم إرساله الى مركز شرطة الحرم الذين بدورهم يقومون بتحويله الى دار الرعاية الاجتماعية. أعداد غير بسيطة من الأطفال التائهين، ومع ذلك سأتحدث عن حالة واحدة وليس بالجمع على افتراض أن لكل طفل منهم قيمة تعادل أطفال العالم عند ذويه. هل يتصوَر ذوو الطفل الحالة النفسيَة التي تتلبَس طفلهم عند ضياعه لثوان، فما بالهم بساعات يتبدَل عليهم خلالها المرافقون الأغراب والأماكن الغريبة وقد تصل بالمبيت لأيام، هذا في حال العثور عليه قبل اختطافه لا قدَر الله من ممتهني الشحاذة وغيرها. لا أفهم لماذا قد يتهاون الوالدان في اصطحاب أطفالهم لبيئة قد يتعرضون فيها للضياع أو الاختناق، ناهيك عن الأمراض والأوبئة، وهل الرَغبة بتعريفهم بفريضة الحج على أرض الواقع يبرِر تعريضهم لهذه هذه المخاطر؟ أختم بصبّ جام غضبي الذي اشعتله رؤية وجوه الأطفال التائهين المرعوبة، بلفتة لعبارة "من استطاع اليه سبيلا" وأنوه بأن الاستطاعة تتعدَى تلك الماليَة والجسديَة الى استطاعة تأمين وصي على الأطفال في مأمن منازلهم لحين عودة الأهل سالمين لاستلامهم، فالغاية لم تكن يوما و لن تكون أبدا حجا مقبولا وطفلا مفقودا. @tamadoralyami [email protected]