تسهم مؤسسة النقد العربي السعودي في المناسبات المختلفة داخل المملكة وخارجها , ومنها يوم الشرطة العربية الذي عرضت فيه نماذج من مقتنياتها سواء العملات الأثرية أو إصداراتها من العملات المعدنية والورقية ، وقد أقيم الاحتفال بهذا اليوم في العامين الماضيين بالمدينةالمنورة . وتشترك المؤسسة في مهرجان التراث والثقافة الذي تقيمه وزارة الحرس الوطني كل عام بالجنادرية ، مستعرضة فيه مجموعة من عملاتها الأثرية مركزة على العملات الإسلامية ، و عملات المملكة العربية السعودية المعدنية والورقية وميدالياتها الذهبية والفضية ، ودائما يحتل جناحها مكان الصدارة بين معارض الجهات الحكومية الاخرى ، كما شاركت المؤسسة في معرض المصارف الخليجية (آفاق 2000) الذي أقامته دولة البحرين عام 1413ه الموافق 1993م بالبحرين . ومنذ حصول المؤسسة في الرابع عشر من شهر محرم سنة 1372م الموافق 4 اكتوبر 1952م على امتياز إصدار النقد السعودي ودعمه وتوحيد قيمته داخل البلاد وخارجها ، والعمل كمصرف للحكومة، والقيام بالإشراف والرقابة على الجهاز المصرفي ، أصدرت المؤسسة العملات المعدنية والورقية والميداليات التذكارية. وكانت باكورة إصداراتها من العملات المعدنية إعادة سك الريال الفضة باسم الملك عبدالعزيز - رحمه الله-، في سنة 1373ه وسنة 1374ه وكذلك نصف القرش ، وربع القرش النيكل باسم الملك عبدالعزيز أيضا ، وفي سنة 1376ه تم ضرب العملة المعدنية من فئة أربعة قروش ، القرشين ، والقرش الواحد. وفي عام 1377ه ضربت المؤسسة الجنيه الذهب باسم الملك سعود - رحمه الله - ، وقد أدخلت المؤسسة النظام العشري على العملة السعودية سنة 1373ه فضربت العملة فئة الهللة الواحدة لتصبح قيمة الريال السعودي تساوي مائة هللة ، وتم في عهد الملك فيصل - رحمه الله - سنة 1392ه سك فئة 50 ، 25 ، 10 ، 5 هللات ، إلى جانب سك عملة تذكارية مساهمة من المملكة العربية السعودية مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية من فئة 50 هللة و 25 هللة وقد سجل على هذه العملة الآية القرآنية "وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ" . كما تم في عهد الملك خالد - رحمه الله - سنة 1396ه ضرب العملة المعدنية فئة 100 هللة و 50 هللة و 10 هللة و 5 هللات ، وأعيد سك جميع الفئات سنة 1400ه في عهد الملك خالد أيضا ودون عليها الآية القرآنية "ويطعمون الطعام على حبه" . وفي عهد خادم الحرمين الشريفين ، الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله قامت المؤسسة سنة 1408ه بإعادة سك الريال السعودي النيكل ، وأجزائه وهي 100 هللة و 50 هللة و 25 هللة و 10 هللات و 5 هللات ، وذلك لتوفير العملات المعدنية في الأسواق. أما بالنسبة للعملات الورقية فلم تكن متداولة بالمملكة إلا بعد إنشاء المؤسسة، وكانت أولى تجاربها مع هذا النوع من العملات هو إصدارها لإيصالات الحجاج التي كانت في البداية من فئة عشرة ريالات فقط وتعرف بالطبعة الأولى، وبعد ذلك قامت بإصدار آخر من الإيصالات لفئة عشرة ريالات وتعرف بالطبعة الثانية ، وقد أضيف إلى هذه الفئة ، الخمسة ريالات ، والريال الواحد ، وذلك خلال الفترة من عام 1372ه إلى عام 1375ه وقد ظلت هذه الإيصالات مستعملة حتى تم سحبها من التداول في عام 1384ه. وطرح الإصدار الأول لهذه العملات من فئات 100 ريال و 50 ريالا و 10 ريالات و 5 ريالات والريال الواحد بموجب المرسوم الملكي رقم 6 الصادر في غرة رجب سنة 1378ه الخاص بإصدار العملات الورقية النظامية ، في شهر محرم سنة 1381ه وتم سحبه في 1/ 5/ 1391ه وحل محله طرح الأوراق النقدية من الإصدار الثاني في الخامس عشر من شهر ذي القعدة سنة 1387ه وظل حتى سحب من التداول في 1/ 7/ 1400ه وطرح الاصدار الثالث في السادس عشر من شوال سنة 1396ه وأخيرا طرح الإصدار الرابع المتداول حاليا بين أيدينا منذ غرة ربيع الثاني سنة 1404ه ، وانفرد هذا الإصدار بإضافة فئة الخمس مائة ريال لأول مرة إلى فئات النقد السعودي. كما قامت مؤسسة النقد العربي السعودي بإصدار الميداليات التذكارية في عدة مناسبات رسمية ودينية مهمة تتعلق بالمملكة ، وكانت أولاها في عام 1397ه عندما تم سك ميداليات ذهبية وفضية باسم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على إنشاء مؤسسة النقد ، وفي السنة نفسها تم إصدار ميداليات ذهبية وفضية باسم رائد التضامن الإسلامي الملك فيصل - رحمه الله - بمناسبة الانتهاء من توسعة المسجد الحرام. وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله تم إصدار ميداليات ذهبية سنة 1405ه بمناسبة توسعة المسجد النبوي بالمدينةالمنورة. وفي عام 1406ه تم إصدار ميداليات ذهبية باسم الملك فهد بن عبدالعزيز ، وصاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين - آن ذاك - بمناسبة افتتاح جسر الملك فهد الذي يربط بين المملكة العربية السعودية ودولة البحرين. وفيما يخص مقتنيات مؤسسة النقد العربي السعودي من العملات الأثرية تقتني المؤسسة عدداً كبيراً من العملات القديمة الذهبية ، والفضية ، والنحاسية ، والبرونزية التي ترجع إلى ما قبل الإسلام وللعصر الإسلامي ، معظمها من النقود التي تنتمي إلى كثير من الدول والفترات التاريخية المختلفة في العصر الإسلامي وتغطي هذه النقود الإسلامية فترة زمنية بلغت حوالي أربعة عشر قرناً من الزمان ، وذلك منذ فجر الإسلام وحتى وقت قريب ، وضربت عبر مساحة شاسعة من الأرض تمتد من الهند وأواسط آسيا شرقا حتى المغرب والأندلس غربا ، ومن القوقاز في الشمال حتى اليمن في الجنوب. و تضم هذه النقود نماذج ترجع إلى الفترة السابقة للإسلام كالنقود اليونانية ، والرومانية ، والحميرية ، والبارثية ، والساسانية ، والبيزنطية ، كما أنها تشتمل على نقود ترجع إلى عهد الرسول علية الصلاة والسلام ، وعصر الخلفاء الراشدين ، والعصر الأموي ، والعصر العباسي ، وبني نصر بالأندلس ، والأغالبة ، والأدارسة ، والمرابطين ، والموحدين ، والفاطميين بشمال أفريقيا ، والطولونيين ، والأخشيديين ، والفاطميين ، والأيوبيين والمماليك بمصر والشام ، والصليحيين ، والأيوبيين ، وبني رسول باليمن ، والحمدانيين بالجزيرة الفراتية ، وبلاد الشام ، والصفاريين ، والسامانيين ، والغزنويين ، والبويهيين ، والسلاجقة ، والإيلخانيين ، والتيموريين ، والصفويين ، والأفشاريين والزنديين ، والقاجاريين في إيران ، والسلاجقة ، والعثمانيين في آسيا الصغرى ، والفزنويين ، والغوريين في الهند وأفغانستان ، وسلاطنة دهلي ، والزنكيين ، والأتابكة في الموصل ، وغيرهم كثير من الأسر الحاكمة الإسلامية التي ضربت النقود. وتحمل هذه النقود أسماء معظم دور الضرب الإسلامية المعروفة ، بل إن بعضها جاء عليها أسماء دور ضرب نادرة الورود على السكة الإسلامية مثل قرطبة ، ومالقة ، وأغمات ، والمرسية ، ومكناس ، ووليلة ، وأتريب مصر ، وبرقة ، والقاهرة المحروسة ، ودانية ، والهاشمية ، والبنجهير ، والدينور ، وفلسطين ، وأردبيل ، وصنعاء اليمن ، وصور ، وسمارم ، وذي جبلة ، وكرسي الديلم ، ونول لمطة ، وحصن تعز ، ولخنوتي ، ونوابرده ، وديزفول ، وأرمينية ، وبايبرد ، وطز ، والملقات ، وعمان ، والمدينة معدن أمير المؤمنين ، واليمامة ، ومكة ، وعشرة ، وبيشة ، والأحساء ، وأبوعريش ، وغيرها. ومن بين هذه النقود نماذج بعضها فريد من نوعه وبعضها الآخر يعد نادراً وهاماً ، وتنفرد هذه المجموعة باشتمالها على أكبر مجموعة من النقود الذهبية القرمطية (الجنابية) والفلوس الفاطمية ، والنقود الايلخانية والفضية الأيوبية باليمن والفلوس الساسانية ، والنقود المضروبة في حدود المملكة العربية السعودية في العصر الإسلامي ، وخاصة الفلوس الأموية المضروبة في المدينةالمنورة والدراهم العباسية المضروبة في اليمامة ، ومكةالمكرمة ، والدنانير العباسبة المضروبة في بيشة ، وعثر ، ومنها نماذج قل أن توجد في اي متحف آخر من متاحف العالم. وتسعى المؤسسة جاهدة لكي تربو بمتحفها ليكون في مقدمة المتاحف الأولى بالعالم ، وهي في سبيل ذلك تبذل الكثير لاقتناء النادر والنفيس من النقود الإسلامية ، وتعتز المؤسسة بما يحتويه متحفها من عملات إسلامية لندرتها عالمياً وبطريقة حفظها وعرضها لتلك العملات. وتعرض العملات الإسلامية بهذا المتحف بطريقة جديدة وجذابة تعتمد على طريقة الترتيب التاريخي بحيث رتبت قاعة العرض الرئيسية حسب القرون وفيها يتم عرض عملات كل قرن هجري على حدة في حاوية مستقلة حسب تسلسلها التاريخي سواء أكانت عملات ذهبية أو فضية أو برونزية أو نحاسية وتوضع هذه العملات داخل الحاوية على قضبان معدنية تنتهي من الخارج بمقبض ليتم من خلاله تحريك العملات على الوجهين حسب رغبة الزائر ، وتأخذ كل قطعة رقماً متسلسلاً وأعلى الحاوية على اليمين تعلق معلومات مختصرة عن هذه التطورات النقدية لكل قرن ، وأعلاها صور لبعض نقود الحاوية ، وعلى اليسار وصف مختصر لكل قطعة باللغتين العربية والإنجليزية ، وأعلاه خريطة تظهر فيها أهم دور الضرب لكل قرن وفي صدر الحاوية من أعلى توجد صورة مكبرة لإحدى القطع المهمة والمعروضة بالحاوية. وتوجد على واجهة المتحف صور مكبرة على الزجاج لبعض النقود التي ضربت في المملكة قديماً وحديثاً وهي فلس المدينة ، ودرهم مكة ، ودرهم اليمامة ، ودينار عثر ، ودينار بيشة ، وجنيه الملك عبدالعزيز ، وريال فضة باسم الملك عبدالعزيز أيضا (الريال العربي). وزائر المتحف يجد على يساره عند دخوله من باب المتحف درهمين فضيين لكل منهما صورة فوتوغرافية مكبرة أحدهما ضرب اليمامة والثاني ضرب مكة وبينهما فتحة باب تؤدي إلى حجرة تعرض فيها الأفلام المتخصصة عن العملات ، وعلى يمين الداخل من باب المتحف يوجد مخزن للمطبوعات وخلافة وخريطة للمملكة العربية السعودية تظهر فيها فروع المؤسسة في المدن السعودية المختلفة ، ويستمر الزائر في الدخول حتى يصل إلى ممر ليجد على الجانب الأيمن قطعة من خام الذهب من منجم مهد الذهب وقوالب سك العملات المعدنية والورقية والمواد الخام المستخدمة في ذلك وفي الجانب الأيسر صورة مكبرة لآلة سك وطبع العملات قديما ، ثم ينتقل الزائر بعد ذلك إلى قاعة العرض الرئيسية التي تعرض فيها العملات في ثلاثة أنواع من الحاويات ، النوع الأول وهي الحاويات الأرضية الملاصقة للجدران وعددها خمس عشرة حاوية تعرض فيها العملات التاريخية الأثرية تبدأ بحاوية عملات ما قبل الإسلام كاليونانية والرومانية والحميرية والبطلمية والبارثية والساسانية والبيزنطية وغيرها. أما الحاويات من الثانية وحتى الخامسة عشرة فتعرض في كل حاوية نماذج من عملات قرن هجري واحد تبدأ من القرن الأول حتى القرن الرابع عشر الهجري وتحتوي كل حاوية على اثنتين وأربعين قطعة نقدية ، والنوع الثاني من الحاويات هي المعلقة على الحوائط ويعرض في واحدة منها العملات المتداولة حالياً في دول مجلس التعاون الخليجي وهي تتصدر الصالة الرئيسية للمتحف والحاوية الأخرى مقسمة إلى قسمين أحدهما تعرض في عملات الجزيرة العربية (ضمن حدود المملكة العربية السعودية) ، في العصر الإسلامي والقسم الآخر تعرض فيه العملات المتداولة قبيل العهد السعودي ، والنوع الثالث من الحاويات عبارة عن حاوية وسطية ضخمة وكبيرة الحجم مضلعة الشكل يعلوها في المنتصف خريطة العالم على شكل الكرة الأرضية تتحرك كهربائياً ، وهذه الحاوية يعرض بها نماذج من العملات المتداولة حديثاً بمعظم دول العالم تقريباً ، وكل دولة مكتوب اسمها باللغتين العربية والانجليزية وبجوار الاسم مفتاح كهربائي يتم الضغط عليه لمشاهدة نقود تلك الدولة ويتفرع من القاعة الرئيسية قاعة أخرى تعرض فيها نماذج من عملات المملكة العربية السعودية حسب التطور الذي مرت به ،من إيصالات الحجاج وإصداراتها النقدية الورقية الأربعة والتي أخرها المطبوع في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز التي يوجد بها الورقة فئة الخمسمائة ريال. و يعرض بنفس القاعة العلامات الأمنية للأوراق النقدية وهي : خيط الأمان والعلامات المائية، والرقم المخفي ، والطبقة المعدنية ، وتتوسط القاعة حاوية مثمنة الشكل تحتوي على كافة العملات المعدنية السعودية ، وأعلى الحاوية تعرض نماذج من الميداليات التي سكتها مؤسسة النقد العربي السعودي. وبالمتحف قاعة تفتح على قاعة العرض الرئيسية بها مكتب المسؤول عن المتحف وشاشات المراقبة التليفزيونية لتمكن مسؤول المتحف من مشاهدة ومراقبة كل ما يدور داخل قاعات المتحف المختلفة ، والمتحف مزود بأحدث الأجهزة الأمنية ضد السرقة والحريق ، وهي مرتبطة بغرفة العمليات الرئيسية بإدارة الأمن والحراسة بالمؤسسة. وفيما يخص الميداليات التذكارية التي ضربتها مؤسسة النقد العربي السعودي ضربت المؤسسة ميدالية ذهب تذكارية تخليداً لذكرى رائد التضامن الإسلامي الملك فيصل بن عبدالعزيز عليها الزخرفة والكتابات ، وميدالية ذهب تذكارية ضرب المؤسسة في عهد الملك خالد تخليداً لذكرى مرور خمسة وعشرين عاماً على إنشاء مؤسسة النقد العربي السعودي عليها الزخرفة والكتابات ، وميدالية فضية تذكارية ضرب المؤسسة في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز عليها الزخرفة والكتابات ، وميدالية ذهب تذكارية ضرب المؤسسة سنة 1405ه بمناسبة الانتهاء من المرحلة الأولى من توسعة الحرم النبوي في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز عليها الزخرفة والكتابات ، وميدالية ذهب تذكارية ضرب المؤسسة في عام 1406ه بمناسبة افتتاح جسر السعودية البحرين في عهد الملك فهد وتحمل الكتابات.