«ضرية» محافظة من محافظات منطقة القصيم في عالية نجد, تقع في الجنوب الغربي للمنطقة على بعد 200 كيلومتر من مدينة بريدة, وتتميز بمرابعها المحاطة بالهضاب الحُمر التي تزيدها رونقاً وجمالاً، متوسدة التاريخ في إرثها الذي مر عليه قرون عديدة، لتتحول في وقتنا الحاضر إلى لؤلؤة زاهية في وسط الصحراء. وسميت ضرية بهذا الاسم نسبة إلى ضريّة بنت ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وقيل نسبة لبئرها «ضروى» حسبما ذكر الأصمعي وشعراء العرب في الجاهلية والإسلام, حيث استمرت هذه البئر من مصادر جذب الباحثين عن الماء إلى أن استصلحت وحفرت وجٌعل فيها السد والأنفاق الممتدة تحت الأرض لحجز المياه لمدة أطول. ولأهمية موقع ضرية وقدم عمرانها وكونها مركزاً للتجارة، فقد عدت من أهم مراكز طريق حاج البصرة، ولا تزال آثارها باقية إلى يومنا هذا وفقا لمحافظ ضرية صالح بن فوزان الفوزان في حديثه ل « واس» مبينًا أن ضرية هي ملتقى طريق اليمامة ودرب زبيدة، والمنزل السادس عشر على طريق حاج البصرة. وتتميز بكثرة جبالها ووديانها ومناطقها الساحرة التي تجذب المتنزهين، كما أنها أشهر جبال عالية نجد. ويسكن المحافظة 25,000 نسمة، يتبعها إداريًا 35 مركزا وقرية, من أهمها «مسكة, والصمعورية, وسلام, والظاهرية, وبقيعاء الجنوبية, وبدائع الضبطان, والعاقر, والمطيوي الجنوبي, وهرموله, وفيضة الريشية, والقاعية, وليم, وصعينين» ويحدها من الشمال رفايع اللهيب, ومن الشرق حليوه وهرمول , ومن الجنوب جبال عسعس ووسط, ومن الغرب قرى جبل شعبا. وتشهد المحافظة حالياً نهضة تنموية كبيرة، ُنفذ خلالها أكثر من 39 مشروعاً خدمياً وبلدياً مبلغ تجاوز ال 100 مليون ريال , بهدف خدمة ورفاهية مواطنيها ومن يسكن القرى التابعة لها, من أبرزها ربط جميع الطرق على مستوى المحافظة والمراكز التابعة لها من سفلتة وإنارة ورصف , وإنشاء المباني البلدية والمرافق العامة وتأهيل المنطقة الصناعية والمركز الحضاري, وإنشاء منتزهات وممرات المشاة وساحات بلدية متكاملة في ثلاث مراكز هي « مركز سلام ومركز الصمعورية ومركز مسكة «. كما نفذ في محافظة «ضرية» مشروعات تحسين وتجميل وتطوير المداخل والأحياء والميادين وعمل المجسمات, وإنشاء الأسواق والمرافق العامة وأسواق للمواشي والأعلاف وإنشاء المسالخ , ومشروعات درء أخطار السيول وتتضمن إنشاء عبارات عند تقاطع الطرق مع الأودية, وتأهيل وتهذيب الأودية ودرء أخطار السيول, وتصريف مياه الأمطار. وفي ذلك الصدد، أفاد رئيس بلدية ضرية المهندس عيد بن نايف العتيبي ل « واس» أن ضرية تتمتع بالكثير من المتنزهات البرية الطبيعية، منها متنزه طخفة البري, وجبال شعبا , وجبل الوسط, وجبل عسعس , وجبل البكري, ونفود العريق « عريق الدسم «، كما يوجد فيها مواقع أثرية زارها وفد من الجمعية البريطانية لعلوم الجزيرة العربية برفقة الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة القصيم, منها موقع الجروانية الذي تمتد منه ساقية تحت الأرض طولها ثلاثة كيلو مترات، وسد كويكب الأثري, وعين زبيدة، وآثار من العصر العباسي. وتشتهر المحافظة بالمعالم الأثرية لحِمَى ضريه من ضمنها منطقة ضرية القديمة التاريخية, وتشتمل على نقوش وحفريات عُثر عليها في مناطق مختلفة ضمن حِمَى ضرية منها نقوش لآيات قرآنية وكتابات مختلفة غير منقطة, والسرداب (الغار) وهو سرداب أرضي يمتد حتى ثلاثة كيلو متر بارتفاع داخلي يتراوح بين 70 سنتيمترا و 120 سنتيمترا متجه باتجاهات مختلفة وبارتفاع صعودي. وقال رئيس الحركة والتشغيل في بلدية ضرية علي بن سعد العتيبي, إن ضرية كان يحيط بها قبل نحو 35 عاماً أو أكثر سور له باب واحد يسمى «باب القصر» يذكره كبار السن من سكان ضرية، وهو من الأبنية القديمة التي كان يهتم بها الأهالي في الماضي ليتم تحصين المكان من الأعداء. وحمى ضرية يسمى أيضاً « حمى الشَرَف «، وهو أشهر وأكبر الحُمَّيات في جزيرة العرب وأسيرها ذكراً, وكان حمى كليب بن ربيعة وبه كانت ترعى إبل الملوك, ويقع هذا الحمى في كبد نجد غرب إقليم السر وجنوب القصيم وشمال العرض, يمر طريق الرياض - الحجاز (القديم) في طرفه الجنوبي بعد مجاوزة قرية القاعية التي تبعد عن بلدة الدوادمي 95 كيلومترا بالقرب من عفيف، وفيه قرى ومناهل من أشهرها ضرية التي عرف بها, والحمى سهل الموطئ كثير الخلة وأرضه صلبة ونباتاته مسمنة, وللعرب في حمى ضرية أشعار كثيرة . الجدير ذكره، أن «ضرية» ورد ذكرها في غزوة أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيادة الخليفة أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - من المدينةالمنورة إلى بني كلاب بنجد ناحية «ضرية» في السنة السابعة للهجرة، كما قيل أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أمر أن تكون مراعي ضرية حِمى لإبل الصدقة ترعى فيه من ضرية إلى المدينة، وهي أرض كثيرة العشبً.