نجح الاهلي في مسح الصورة الباهتة التي التصقت به في نهائي كأس الابطال امام الشباب على ملعب الجوهرة المشعة في جدة، عندما دك هجر بستة اهداف - ولا اروع - منها هدفان سينمائيان للرائع عمر السومة ، جدد بهما ذكريات الجمهور الاهلاوي مع النجم السابق الفذ العماني العمدة عماد الحوسني والسفاح فيكتور سيموس. كان لابد لنجوم الملكي ان يحرثوا الجوهرة المشعة بالفن الاهلاوي المعروف منذ المدفعجي عمر راجخان نجم الثمنينات الهجرية الاسطوري ومن الجميل الثاني عبدالرزاق ابوداود افضل قائد كروي عرفته الملاعب السعودية حتى الآن ، وحتى الجيل الحالي سعوديين واجانب ممن سجلوا بصمة لا تنسى وصنعوا من فريقهم (برازيل السعودية). أقول كان لابد للاهلاويين ان يضعوا لهم بصمة مميزة في الجوهرة المشعة، تليق بالملكي الراقي، اكثر من حرصهم على الفوز على شقيقهم هجر، بعد ذلك الكابوس الذي كان العام الماضي والذي كان (عرابه) الرئيس وربما الوحيد سيء الذكر لدى جمهور الاهلي البرتغالي المغرور بيريرا الذي رحل غير مأسوف عليه بعد ان ضيع على الاهلي فرصة ان يسجل الاهلي اسمه في حفل قص شريط الجوهرة المشعة كبطل كان يستحق التتويج على عرش تلك البطولة التي ضاعت وسط ذهول اسطوري لا يمكن تصديقه. استبشر الاهلاويون بالمدير الفني الجديد السويسري كريستيان جروس، وتماهوا مع حلم أن يكون مدرباً منطقياً وواقعياً يفهم قدرات ونفسيات اللاعب السعودي من دون مبالغات في التكتيك الذي لا يناسبهم ولا الاصرار على خطط لعب فوق قدراتهم بما يعطل تحقيق النتائج وحصد النقاط. كانت بداية السيد جروس صدمة للاهلاويين مع الحزم ، لكن الامور انقلبت ايجابية بشكل مثير في مباراة هجر (من النقيض الى النقيض) وكان جروس قد برر ذلك بان لكل مباراة ظروفها الا انني غير مقتنع بهذا التبرير الهلامي، واظن ان كلمة الفصل ومحور التغير الجذري لصورة الاهلي كانت بفضل حماسة اللاعبين واصرارهم على تقديم انفسهم خارج خطة جروس استشعاراً منهم لاهمية المطلوب منهم في الجوهرة المشعة وامام جمهور اسطوري اسمه (المجانين). ثمة في واقع الأمر من يضع علامة استفهام على السيد جروس وانا منهم ونتمنى ان يحالفه التوفيق مع فريق يضم كتيبة من النجوم ويحظى بدعم شرفي مالي كبير ولا ينقصه غير مدرب واقعي يوظف كل لاعب اهلاوي التوظيف الصحيح والا يكون جروس (مقلباً) جديداً مثل سلفه (بيريرا) وان تكون مباراة الحزم سقطة تكتيكية لا تتكرر والا فان المسؤول هنا سيكون ادارة الاهلي التي كانت متراخية العام الماضي الى درجة عجيبة مع مدرب متهور. بقيت نقطة مهمة تمثل علامة استفهام كبيرة اخرى وهي ان الاندية السعودية الكبيرة اتمت توقيع عقود الرعاية ما عدا الاهلي مما يدلل على ضعف اداري، بل وارتباك في صناعة القرار، ودليل ذلك ان الاهلي كان اول من تحدث (ودندن) على حكاية توقيع عقد الرعاية لكنه مع الاسف تأخر عن الجميع الذين حسموا امرهم وفرغوا من هذا المحور المهم، وظل الأهلي يغرد خارج السرب وحيداً.