"أيها السكان الزموا بيوتكم. ولا تخرجوا." كان هذا هو مضمون الرسالة النصية التي أرسلت فجرا للاسرائيليين المقيمين في كيبوتز قرب حدود قطاع غزة قبل أن يفتش الجنود في أرضه عن مسلحين فلسطينيين. وبينما كان حظر الخروج ساريا على كيبوتز نير عام يوم الاثنين نشبت معركة دامية بين القوات الاسرائيلية وفرقة من المسلحين من غزة شقت طريقها عبر نفق تحت الحدود الفاصلة بين القطاع واسرائيل وخرجت من باطن الأرض على مسافة ميل تقريبا من هذا التجمع السكني الزراعي. قالت اسرائيل إنها قتلت عشرة من المسلحين في هذه المعركة. وقال الجيش إن بعض المسلحين كان يرتدي زي الجيش الاسرائيلي ومزودا بأحزمة ناسفة. وقتل في المعركة أربعة جنود اسرائيليين أحدهم قائد الوحدة. وقال شايكي شاكد أحد مؤسسي تجمع نتيف هعسراه السكني الاسرائيلي القريب "خطر سقوط قذيفة مورتر لا يقارن بقوة من عشرة مسلحين تقتحم تجمعنا لارتكاب مجزرة." وقال شاكد إن فتحة نفق اكتشفت قبل ثلاثة أيام على مسافة 500 متر من منزله الذي أصيب مرتين بصواريخ فلسطينية في السنوات القليلة الماضية. واستمر أزيز الطائرات الاسرائيلية دون طيار ودوي القصف الاسرائيلي المتواصل بقذائف المدفعية على غزة بينما كانت زوجته تلاعب حفيدهما ابن الثمانية عشر شهرا في الساحة الأمامية للبيت. ويمكن رؤية المباني العالية في غزة من الحدائق المزهرة والحقول التي يزرع فيها شاكد الطماطم (البندورة) في نتيف هعسراه. ومثل القرى الزراعية الأخرى المحاذية لقطاع غزة اجتذب هذا التجمع السكني شبانا يسعون للهروب من صخب حياة المدينة. غير أنه منذ الثامن من يوليو تموز عندما بدأت اسرائيل هجومها بهدف تدمير مخزونات المقاتلين من الصواريخ وشبكة الانفاق السرية هجرت أغلب الأسر المنطقة الحدودية. * تحت أرض غزة أطلقت اسرائيل على شبكة الأنفاق اسم "تحت أرض غزة" وتقول إنها بمثابة مراكز قيادة ومواقع لتخزين قاذفات الصواريخ. ويقول الجيش إنه كشف 23 نفقا ودمر ستة أنفاق حتى الآن. بعض هذه الفتحات المعززة بالأسمنت يصل إلى اسرائيل ومنذ بدأ الهجوم حاول مسلحون فلسطينيون العبور إلى اسرائيل أربع مرات على الأقل. وقالت أميت بينج (22 عاما) التي ولدت في نير عام "اعتدنا بالفعل على الصواريخ (التي تطلق من غزة) لكن الانفاق جديدة. كنا نعلم بوجودها لكننا لم نصدق قط أن تصل إلى هذا القرب منا." وقالت جارتها ساليت بن أبو (25 عاما) بينما كان جنود اسرائيليون يتمددون على العشب خارج منزلها "لم تعد هناك أسر. لقد رحلوا جميعا." وتشير تقارير إعلامية إلى أن الجيش لديه وحدة واحدة فقط مخصصة للبحث عن الانفاق تندرج تحت سلاح المهندسين وربما لا يتجاوز عدد أفرادها بضع عشرات مزودين بأجهزة تنفس وكلاب هجومية وأجهزة روبوت للاستكشاف. وقال المتحدث الرئيسي باسم الجيش البريجادير جنرال موتي ألموز وهو ضابط سابق بوحدة مكافحة الانفاق إن حفر النفق الواحد يستغرق من عام إلى ثلاثة أعوام ويتكلف مئات الالاف من الدولارات. وأضاف في تصريح لرويترز "المقاتلون الذين يستخدمون هذه الانفاق هم الصفوة. فأنت لا تشن هجوما عبر نفق لكي تعود بعد قتل اثنين من اليهود. فإذا كانت حماس تريد أن تفعل ذلك فبوسعها اطلاق صاروخ مضاد للدبابات عبر الحدود."