منذ أن تولى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز آل سعود محافظاً لمحافظة جدة وهو مشغوف بالتراث والآثار مما جعل سموه يؤكد بأن الإرث التاريخي لجدة في أول أعماله واهتماماته الشخصية والعملية وهو رجل تاريخ من الطراز الأول وموسوعة علمية جمع فن الحضارة بين الحاضر والماضي واستطاع بإبداعه أن يضيء آثار جدة من جديد ويدخل الروح إليها بعد أن أوشكت على الاندثار ووشحها باللون الذهب اللامع وأعطى تراث جدة من وقته وجهده قيمة تاريخية عالمية وواصل العمل بحنكته وبعد نظره التاريخي وحبه لفن المعمار القديم حتى أصبح جزءا من حياته مسطراً بذلك الموروث التاريخي الذي اكتسبه من والده صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز رحمه الله والجميع يعلم مدى حب الأمير الراحل وتعلقه بالآثار التاريخية وها هو أمير الإبداع يواصل المسير في سيرة الآباء والأجداد ويحقق من مستحيل الآثار المتهالكة حضارة تاريخية عميقة ضمها إلى قائمة التراث العالمي وأصبحت جدة التاريخية محط أنظار العالم للسياحة وقد ساهم تاريخ جدة القديمة من الحضارة والبناء الذي اكتسبته مدينة جدة من بعدها التاريخي والإسلامي جعلها واحدة من أهم المدن الواقعة على ساحل البحر الأحمر وبوابة للحرمين الشريفين واستطاع بذلك أن يحافظ على ما بقي من تراث تلك الآثار التاريخية في جدة ممثلةً في بيوتها القديمة التي بنيت على أيدي نخبة من التجار في أواخر القرن التاسع عشر كبيت نصيف الذي أقام فيه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه عندما دخل جدة وبيت نور ولي وبيت اللبان وبيت قابل وغيرها من البيوت العريقة وكذلك عدد من المعالم كالمساجد ذات الطراز المعماري الفريد كمسجد الحنفي ومسجد ابوبكر الصديق ومسجد عثمان بن عفان بالإضافة إلى أسواقها المميزة كسوق العلوي وسوق الخاسكية وحاراتها التاريخية التي تختزن في ساحاتها الكثير من الأحداث . ومن هذا المقام نطالب وزارة التربية والتعليم ممثلة في أميرها المبدع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بأن تضع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد في صفحات التاريخ ضمن المقررات الدراسية حتى نطلع أجيالنا وأبناؤنا على كيفية الحفاظ على التراث التاريخي والاستفادة من تجارب وخبرات سموه الطويلة في المحافظة على الآثار القديمة ويستحق أن يكون رجل التاريخ الذي استطاع بإبداعه المتواصل أن يحول آثار جدة التاريخية إلى تراث عالمي وجعل من مدينة جدة بتراثها العريق أن تسجل عمقاً في ذاكرة التاريخ وتجسد ذلك بمتحف عالمي مفتوحاً للحضارة السعودية في حقبتها المتعاقبة مسجلة على الأرض بشواهدها الشاخصة سطوراً من العلاقات الممتدة عبر التاريخ بين الماضي والحاضر . عمدة حي مدائن الفهد