دعا خبراء سعوديون وعرب متخصصون في علاج التوحد إلى ضرورة تفعيل المشروع الوطني للتعامل مع المصابين باضطراب طيف التوحد في السعودية بجميع أجزائه وتفاصيله، والمتضمن تحديد مهمات القطاعات الحكومية ذات العلاقة.وأشاروا إلى أهمية الأخذ بأساليب العلاج الحديثة التي أظهرتها الدراسات العالمية ومنها العلاج بالأوكسجين المضغوط. واستعرض عدد من الخبراء أحدث الطرق المستخدمة في تاهيل وتدريب حالات التوحد خلال اللقاء الأول الذي نظمه فرع الجمعية السعودية للتوحد بمنطقة مكةالمكرمة الذي اختتم فعالياته تحت شعار (لأجلكم) ضمن حملة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز (رحمه الله) للتوعية باضطراب التوحد، بهدف رفع درجة الوعي داخل المجتمع حول اضطراب التوحد بما ينعكس إيجاباً على اكتشاف حالات التوحد و تشخيصها بالطرق العلمية، وإنجاح برامج التدخل المبكر، والرعاية النهارية والمشاركة الاجتماعية والأهلية في تطوير الخدمات وأوجه الرعاية التي تحتاجها هذه الفئة ومن هذا المنطلق. ورفع المشاركون في اللقاء الذي يقام بشكل سنوي عظيم الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده، وولي ولي العهد على ما يولونه من رعاية واهتمام لفئة التوحد وأسرهم من أبناء هذا الوطن، والتي تجسدت في الامر بإنشاء ثلاثة مراكز للتشخيص في كل من الرياضوجدة والدمام بمبلغ إجمالي قدره 900 مليون ريال، مطالبين في الوقت ذاته بإنشاء مراكز على مستوى عال في تقديم الخدمة والرعاية المتكاملة لهذه الفئة بما يليق بمكانة هذا البلد المعطاء. وقدم الدكتور محمد جان أستاذ واستشاري طب الأطفال والأعصاب بجامعة الملك عبد العزيز ورقة عمل خلال جلسات اليوم الأول اكد خلالها أن احتمالات الإصابة بالتشنجات العصبية والصرع لدى أطفال التوحد تصل إلى 30% في حين تصل نسبة حدوث اضطرابات كهربة الدماغ أثناء إجراء التخطيط 60% . وتحدث الدكتور مؤد الحميدي أستاذ التربية الخاصة المساعد بكلية التربية جامعة الملك عبدالعزيز عن العلاج بالأكسجين المضغوط لحالات التوحد وأوضح مفهوم العلاج والأمراض والفئات التي يستخدم معها هذا النوع من العلاج، لافتاً إلى أن نسبة من حالات التوحد لديها ما يعرف ب PMD (Primary mitochondrial disease) وفي حال وجود هذا الاضطراب فإنه يحذر تقديم العلاج بالأكسجين المضغوط، حيث أن تقديمه قد يؤدي لمشاكل خطيرة ربما تؤدي إلى الوفاة. وعن مدى فاعلية استخدام العلاج بالأكسجين المضغوط من خلال استطلاع عدة دراسات علمية تجريبية أشار أن الدراسات أظهرت وجود فائدة بنسب متفاوتة، مع وجود دراستين أشارتا إلى عدم حدوث أي تحسن. وركز الدكتور يحي عبيدات أستاذ التربية الخاصة المساعد بكلية التربية جامعة الملك عبدالعزيز على اضطرابات الأكل عند أطفال التوحد واستعرض أنواع المشكلات المتعلقة بالأكل والعوامل المؤدية إلى حدوث مشكلات الأكل لدى الأفراد ذوي اضطراب التوحد، وطرح نموذج لتقييم المشكلات المتعلقة بالأكل ووضح التخطيط لتقديم التدخلات العلاجية والتدخلات السلوكية لحل المشكلات المتعلقة لدى الأفراد ذوي اضطراب التوحد. واستعرض الدكتور ياسر الصعبي المشرف الأكلينيكي في أمراض النطق واللغة بمركز جش طرق تقييم وتأهيل مهارات التواصل لذوي اضطراب طيف التوحد.. وقال: كما هو متعارف عليه إن طفل التوحد يعاني بشكل رئيسي من التأخر والتراجع في اللغة المكتسبة (اللغة التعبيرية واللغة الاستقبالية) والتي تعد مظهر من مظاهر الاضطرابات النمائية المميزة للتوحد. وقدمت تركية الطويرقي ورقة عمل بعنوان تنمية الإدراك الحسي لدى أطفال التوحد بطريقة منتسوري تحدثت خلالها عن البرنامج والقواعد الأربعة للمنهج والهدف منه، وأختتم اليوم الأول من اللقاء بناقش مفتوح مع الحضور حول ما تم تقديمه من موضوعات. وتحدث الدكتور نايف الزارع المشرف على إدارة ذوي الاحتياجات الخاصة في الملحقية الثقافية بسفارة المملكة العربية السعودية بالأردن عن مقصد الأسر السعودية للأردن ووجود حوالي 850 حالة توحد بمراكز الأردن ، و طلب من أُسر ذوي التوحد اللجوء إلى إدارة الإحتياجات الخاصة بالمحلقية لمساعدتهم في إتخاذ الخطوات الصحيحة لتعليم أبنائهم . وشهد اليوم الثاني عدد من ورش العمل حيث قدم الدكتور نجاتي يونس أستاذ التربية الخاصة المساعد بكلية التربية جامعة الملك عبدالعزيز ورشة عمل عن تصميم المناهج لذوي اضطراب طيف التوحد، تطرق خلالها للعديد من المحاور الرئيسية مثل (مفهوم المنهج، الأهداف التعليمية، مستويات الأهداف، المحتوى، طرق التدريس، الأنشطة و الوسائل التعليمية، التقويم) .