كلمة (عزاء) في اللغة تعني الصبر على ما نابه، والتعزي تعني تصبر وتسلي، والمعزي مكان التعزية. ومظاهر العزاء يأخذ طابع التمع لمواساة أهل الميت، وينحصر عزاء الميت في إقامة سرادق او مكان مخصص لاستقبال المعزين لأهل وأقارب الميت. وعزاء الميت ثلاثة ايام يبدأ بعد صلاة المغرب، وينتهي مع أذان صلاة العشاء، وتتلى اثناء العزاء آيات من القرآن الكريم وبحضور احد القراء او من خلال التسجيلات لاحد قراء كتاب الله تعالى المشهورين، امثال المشايخ، ما يحضرني الآن, منهم: محمود خليل الحصري، عبدالباسط عبدالصمد، علي جابر، علي الحذيفي، سعود الشريم، عبدالله بصفر، عبدالله خياط، عبدالباري الثبيتي، عبدالعزيز الأحمد، هانئ الرفاعي، فارس عباد، عماد زهير، محمد ايوب، نبيل الرفاعي، عبدالرحمن السديس، عبدالله الخليفي، عبدالودود حنيف، وغيرهم فالقائمة طويلة. ويعقب العزاء مباشرة، وبعد اداء صلاة العشاء جماعة يتناول اقارب وارحام الميت واحباؤه من الاصدقاء وزملاء العمل (الوظيفة) او الدراسة او الاصدقاء الاوفياء وجبة العشاء ثم يتفرق الجمع ويستمر تقديم وجبة العشاء طوال فترة العزاء، وغالبا ما تقدم من قبل اقربائه من الاهل بالتناوب جماعة كل عائلة او اكثر على حدة او فردياً، وهنالك ايضا وجبات فطور وغذاء تقدم لاهل الميت طوال ايام العزاء الثلاثة. واشهار (اعلان) وفاة او نعي الميت، سواء في الدوريات (الصحافة) او وسائل الاتصال الاجتماعية من فاكس او عبر الجوال او البريد الالكتروني او الفيس بوك او يوتيوب او الوتسات من الاشياء المحببة الى النفوس. كما ان تقديم الشكر لكل من تقدم بالتعزية حضوريا او برقياً او عبر وسائل الاتصال الاخرى يتفق مع تعاليم الشريعة الاسلامية الغراء. واقامة عزاء الميت ليس احتفالا بموته ووفاته - كما يظن البعض خطأ - وانما هي لتكريم الميت واحياء لذكراه في نفوس احبته من الاهل او الاصدقاء او الزملاء، ومواساة لاهل الميت الذين فقدوا فردا من افرادها الاعزاء: اباً او اماً أو ابنا او حفيدا او جداً او خالاً أو عمة او عم او اي قريب من الاقارب او الارحام، وتخفيف المصاب الجلل على اهل الميت ايضا من تعاليم العقيدة الاسلامية، فالذكرى والتذكر والحضور الى مكان التعزية (المعزى) تجبر خواطر المعزين من الاهل والاقارب والاصدقاء ومن المعروف ان جبر الخاطر على الله خاصة في ايام وليالي فترة العزاء. ولا ضير اطلاقا في التقاط صور تذكارية لمكان العزاء او المعزين لتبقى ذكرى في نفوس محبيه من الاهل والاصدقاء والزملاء الذين رأوا رأي العين في موت الآباء والامهات والاهل والقريب والبعيد، والصحيح والسقيم، والصغير والكبير فينبه الغافلون، ويهيئوهم ليوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. قال تعالى في محكم التنزيل: "قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم" آية: 8 من سورة الجمعة.