بالمواكبة مع افتتاح معرض نيودلهي الدولي للكتاب ومشاركة المملكة الفاعلة في هذا المعرض شارك أكاديميون سعوديون في فعاليات ندوة (الأدب العربي في الهند) التي نظمتها الجامعة الملية الإسلامية بنيودلهي وخصصت جزءاً من برنامجها للحديث عن الأدب السعودي. وقدم فيها أستاذ الدراسات العليا بقسم اللغة العربية بجامعة الملك فيصل الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري، وعضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد بن عبدالله العوين، وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتورة سعاد المانع لمحة عن الأدب السعودي والمراحل التي مر بها وإسهامه في الثقافة العربية.وعرج المحاضرون على سمات وخصائص الأدب السعودي وأبرز رواده ومن أعقبهم وصولاً إلى الوقت الحالي، مشيرين إلى المتغيرات التي شهدها هذا الحراك ومدى تأثره بالمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية. فيما قدم الدكتور محمد العوين محاضرة عن المرأة السعودية في النص الروائي. واستهلت الندوة التي حضرها الملحق السعودي بالهند الدكتور علي بن محمد الشهري وعدد من أستاذة الجامعة في مجال اللغة العربية والطلاب المهتمين بالأدب العربي بكلمة لرئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الدكتور سيد خالد حامدي بين فيها الجهود التي تقوم بها الجامعة في مجال تعليم اللغة العربية وتكريس البحث العلمي والنتاج العلمي لأعضاء هيئة التدريس والطلاب حتى أضحت مركزاً مشعاً في القارة الهندية لتعليمها ونشرها. وتحدث الدكتور ظفر الإسلام خان عن جهود العلماء في الهند في مجال اللغة العربية وما قدموه من مؤلفات على مدى عدة قرون في علوم اللغة. من جانبه نوه الدكتور علي الشهري بجهود قسم اللغة العربية بالجامعة في خدمة اللغة العربية في القارة الهندية وإسهامها على مدى عدة قرون في تدريس اللغة وإنجاز الأبحاث وتوالي الإصدارات. وأكد أن إدراج الأدب السعودي ضمن فعاليات الندوة سيسهم في مد جسور التعاون والتواصل بين المعنيين وفتح آفاق جديدة بما يخدم الدارسين والباحثين في هذا المجال. فيما قدر نائب مدير الجامعة الدكتور سيد محمد راشد حجم المشاركة السعودية، مبدياً تطلعه إلى مزيد من التعاون مع المؤسسات العلمية في المملكة بما يخدم الدارسين والباحثين في بلاده، منوهاً بالتعاون القائم بين الجامعة والملحقية الثقافية السعودية في الهند. يذكر أن الجامعة الملية الإسلامية بنيودلهي إحدى الجامعات الحكومية بالهند وتأسست عام 1920م، وتدرس بها العلوم الإسلامية واللغة العربية إلى جانب العلوم الإنسانية والطبيعية والتقنية. وقد توالت الوفود الزائرة لجناح المملكة في المعرض الدولي للكتاب بنيودلهي في يومه الثالث مطلعة على ما تزخر به المملكة من إرث حضاري ونتاج علمي وحراك فكري. وقصد الجناح الأكاديميون والمثقفون وطلاب الجامعات الهندية واطلعوا على ملامح الجوانب المعرفية والعلمية في المملكة والثقافة العربية بشكل عام، في حين لم تخل جنبات الجناح من الحوارات والنقاشات العلمية وتبادل الآراء حولها. ولجهود الملحقية الثقافية السعودية في الهند وتعريفها مسبقاً بحجم المشاركة ومن خلال إشراك الطلاب المبتعثين في الترويج لهذه الفعاليات دور في تواصل زيارات عدد من طلاب الجامعات الهندية للجناح الذين أبدوا رغبة في الاستزادة بالمعلومات عن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية في المملكة. وقدم ممثلو الجهات المشاركة لرواد الجناح الشروح الوافية لمجمل الإصدارات وما تحمله من مضامين، فضلاً عن تزويدهم بعناوين الجهات الإلكترونية للاطلاع عليها والاستفادة من ما تقدمه من خدمات وللتسهيل عليهم في التواصل مستقبلاً. وسجل المسلمون في الهند حضوراً لافتاً خاصة من المهتمين منهم بالدراسات الإسلامية واللغة العربية، كما تفاعلوا مع عناوين الإصدارات التي لامست اهتماماتهم خاصة في علوم القرآن واللغة. يذكر أن الجناح السعودي في فعاليات المعرض الدولي للكتاب في نيودلهي والمستمر حتى 28 من الشهر الجاري يشارك فيه عدة جهات حكومية على مساحة 72 متراً مربعاً تتمثل في: وزارات التعليم العالي، والثقافة والإعلام، والداخلية، والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وجامعات الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والإسلامية، وأم القرى، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومكتبة الملك فهد الوطنية. ويتخذ الجناح السعودي في المعرض الدولي للكتاب بنيودلهي من موقعه بأرض المعرض البالغة 42000 متر مربع نبراساً للتعريف بالمشهد الثقافي والفكري والتنوع العلمي في المملكة، علاوة على كونه نافذة لتعزيز التواصل الفكري والحضاري مع مختلف الأمم.