يستعد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، لإجراء مباحثات مهمة في لندن بشأن الأزمة الأوكرانية في ظل اقتراب موعد الاستفتاء المثير للجدل الذي سينظم في شبه جزيرة القرم الأحد. وسيلتقي الوزيران في مقر السفير الأمريكي في وسط لندن. ومن المتوقع أن يوجه كيري تحذيرا لافروف من أن تنظيم الاستفاء الذي تعتبره الحكومة الأوكرانية والغرب غير دستوري والتدخل العسكري الروسي في القرم قد يجعل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يفرضان عقوبات مشتركة على موسكو. وحذر كيري من أن الغرب سيتخذ "خطوات هامة للغاية" لو ضمت روسيا شبه جزيرة القرم لأراضيها. وأصرت رورسيا الخميس في مجلس الأمن على أنها "لا تريد الحرب" مع أوكرانيا. لكن المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، فيتالي شوركين، دافع خلال اجتماع طارئ للمجلس عن حق القرم التي تتشكل أساسا من سكان ينتمون إلى الإثنية الروسية في تقرير ما إن كانوا يرغبون في الانضام إلى روسيا أو البقاء تحت السيادة الأوكرانية. ويقول المحرر الدبلوماسي في بي بي سي، جيمس روبينز، إن لندن أصبحت الآن المسرح الذي تتجسد فيه مظاهر الحرب الباردة بين الطرفين. ويضيف المحرر أن الوزيرين سيقدمان روايتين مختلفتين للأحداث في أوكرانيا إذ ترى أوكرانيا والغرب أن التدخل الروسي في الشؤون الأوكرانية والاستفتاء المرتقب غير قانوني في حين ترى روسيا أنها ليست هي المعتدية لأن الأزمة تسبب فيها الانقلاب الذي شهدته كييف ضد الرئيس الأوكراني المنتخب. ويقول المحرر إن مباحثات لندن ستكون الفرصة الأخيرة لإجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين. وقال كيري لأعضاء الكونغرس قبل أن يغادر إلى لندن إن واشنطن غير حريصة على فرض مزيد من العقوبات على موسكو. وأضاف كيري أنه تحدث مع لافروف هاتفيا، مضيفا أنه على اتصال به بشكل شبه يومي. ومضى كيري للقول إن من الممكن التوصل إلى توافق بشأن الأزمة الأوكرانية بحيث يسمح البرلمان الأوكراني للقرم بتنظيم استفتاء بشأن حكم ذاتي موسع على غرار الاستفتاء المرتقب في اسكلتندا في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.