تفاعلت الساحة الخليجية والعربية والدولية مع قرار المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين سحب السفراء من الدوحة على ما اعتبرته تدخلاً قطرياً في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، وقد تناولت وسائل الإعلام خليجياً وعربياً ودولياً هذا القرار والتعليق عليه بين مؤيد، وآخر يدعو إلى تجاوز هذا الخلاف لكي يستعيد مجلس التعاون الخليجي قوته على الساحتين العربية والدولية. وفي ما يلي بعض ما ورد في الصحف الخليجية الشقيقة وبعض العالمية حول قضية سحب السفراء. * الصحف البريطانية والأميركية: عزت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية لجوء الدول الخليجية الثلاث لقطع علاقاتها مع قطر إلى الجدل الذي ظل يشتعل لفترة طويلة حول ارتباطاتها بحركة الإخوان المصنفة كجماعة ارهابية ، في مصر والدور الي تقوم به قناة الجزيرة، وتفاقم ذلك الجدل أخيراً، لعدم التزام قطر بالاتفاق في ما بين دول الخليج الست لعدم تدخل أي منها في الشؤون الداخلية للدولة الأخرى. ووصفت صحيفة الغارديان ما حدث بأنه يعد حالة نادرة، أي أن يتم التعبير عن أي خلاف بين دول الخليج بأسلوب علني، مما يشير وفق الصحيفة إلى وجود خلافات سياسية عميقة بينها. وأشارت إلى أن الدول الثلاث التي قطعت علاقتها بدولة قطر اتخذت قرارها بعد اجتماع وصف بأنه عاصف. وأشارت الصحيفة إلى الدور الذي لعبته قطر في ما يسمى بانتفاضات الربيع العربي، وإلى امتلاكها قناة الجزيرة وما تقدّمه من مواد إعلامية مثيرة للفوضى، كما ألمحت إلى الدور الذي يقوم به الداعية يوسف القرضاوي في اثارة الفتن والتهجم على دولة الامارات التي شكت من بعض الخطب التي يلقيها. من جانبها نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نبأ قطع العلاقات بين الدول الخليجية الثلاث ودولة قطر عبر مراسلها في القاهرة، الذي أشار إلى أن هناك موقفا موحدا وقويا بين الدول الخليجية لمواجهة تحالف قطر مع تنظيم الاخوان المحظور والمصنف في مصر كتنظيم ارهابي ومع الحركات المتطرفة الهادف إلى أن يكون لها نفوذ على الفوضى المسماة ب " الربيع العربي". وأشارت الصحيفة إلى أن القضية المصرية وخطورة الدعم القطري لتنظيم الاخوان والجماعات الارهابية على أمن دول المجلس ، هي التي أدت إلى تفاقم وانفجار الخلاف في ما بين الدول الخليجية الثلاث ودولة قطر. الصحف الفرنسية:أزمة غير مسبوقة وصفت الصحف الفرنسية سحب سفراء المملكة والاماراتوالبحرين من قطر بالازمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين دول مجلس التعاون الخليجي. وقالت صحيفة لوموند إن القرار هو الاول من نوعه ولم تعرفه العلاقات بين دول المجلس. وقالت لوموند ان قطر اصطفت علانية الى جانب الاخوان المسلمين، الذين خسروا السلطة في مصر، بينما تدعم الدول الثلاث الاخرى سياسياً ومالياً النظام المصري الجديد الذي جاء بارادة شعبية عارمة رفضت استمرار مرسي وطالبت بمحاكمته. وعلاوة على ذلك، اشارت لوموند الى ان العديد من الدول العربية يشتبهون في دعم الدوحة للاخوان في بلادهم، ومن بينهم عشرات حكم عليهم بالسجن في الامارات، التي ادين فيه مواطن قطري بجمع تبرعات لصالح التنظيم، حيث قضت محكمة اماراتية بحبسه سبع سنوات. من جهتها، تحدثت مجلة لونوفيل اوبسارفاتير عن ان السلطات المصرية اصبحت تشدد التفتيش على المواطنين القطريين، للتأكد من عدم تورطهم في اعمال مناهضة لمصر، فيما تفرض السلطات المصرية على الدبلوماسيين القطريين وحاملي الجوازات الخاصة الحصول على تأشيرة لدخول مصر. ** ( القبس)