لقد تطورت إدارة الاشخاص والشركات في العصر الحالي تطورا مذهلا ولم تعد إدارة الناس بالعصا والسوط وإدارة التهديد والوعيد والصراخ والنباح هي السائد والفعال اليوم لربما كانت هذه الأساليب تجدي وتنفع في عصور مضت وأزمنة خلت . أما اليوم فإن إدارة التشجيع والحوافز إدارة العلاقات الإنسانية إدارة الأخلاق الحسنة هي السائدة والفعالة والناجحة وهذا الأمر ليس كلامًا نظريًا فلسفيًا يلقى على عواهله بل إن الكثير من الأدلة الواقعية والعملية تشهد بذلك وإن خبراء الإدارة في الغرب في العصر الحديث أيدوا هذه المفاهيم وأكدوا عليها فلقد تناول كتاب Motivating and Rewarding employee العلاقة بين الرئيس والمرؤوس ودور الرئيس في تحفيز المرؤوس لتحقيق أفضل النتائج ولقد بين الكاتب أن تحفيز العاملين تحقق أرباحًا تزيد بنسبة 40% وتبين كريستينا وميخائيل في كتابهم The truth about burnout أن الموظف عندما لا يشعر بالتقدير لا يقوم إلا بالحد الأدنى المطلوب منه فلا يبدع ولا يجدد ولا يحسن بل يقوم بعمله فقط ويكون ذلك على حساب مصلحة العمل من حيث نوعية الأداء والكفاءة . ولأن اكتشف العالم هذه المفاهيم حديثًا فإن ديننا الحنيف قد سبقهم إلى ذلك فقد ورد في قرآننا الكريم أسس وضوابط للنجاح في إدارة الناس ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) وعندما فَعَّلَ نبينا صلى الله عليه وسلم هذه الآية تمكن بفضل من الله من تكوين وقيادة خير أمة أخرجت للناس ليكون صلى الله عليه وسلم أفضل وأعظم قائد في التاريخ وبشهادة الأعداء . 3903 جدة 22246 – 6624