واصل النادي الأدبي بالباحة نشاطه الثقافي في مهرجان التراث والثقافة بالجنادرية حيث أقام في قرية الباحة التراثية محاضرة للدكتور محمد الحضرين مستعرضا بعض النماذج من شعر أربعة شعراء من الباحة يمثلهم كل من الشعراء:عبد الرحمن العشماوي للشعر الموزون المقفى وعلي الدميني وعبد الرحمن سابي عن شعر التفعيلة حيث أجرى دراسة حول مجموعة من دواوين الشعراء الأربعة في عدة محاور بدأها بمحور الرؤية وتبدلاتها وفق نمطين مختلفين وتيارين متباينين في الرؤية والاتجاه رغم أنهم يعيشون بيئة وثقافة واحدة تؤثر في بنية النص ومكوناته واعتبر الزهراني والعشماوي نموذجا مغايرا للدميني وسابي . مستدلا على ذلك بتوظيف خبراتهم وتجاربهم الشعرية التي يتضح فيها وجدان كل فريق وإحساسه ومعاناته مع تلاشي الذات في ما يبدع كل من الفريقين واعتبر أن كل منهما يقدم من خلال سياقه الديني والاجتماعي والتاريخي نمطا إنسانيا يتماهى مع مجتمعه في رؤية تبادلية بين الشاعر والمتلقين لشعره واستشهد ببعض الأبيات في نصوص اختارها الحضرين من دواوينهم وتساءل عن السبب الذي جعلهم يكتبون قصائد في الطبيعة التي يعيشونها في الباحة. واعتبر لكل من الشعراء الأربعة بصمة تميزه كما هو الدميني في تأكيد الذات سابي عاشق الذات ووجد لزمة ( أوما ) عند العشماوي في بعض قصائده والنداءات عند حسن الزهراني ودل على ذلك من شعر كل منهم. الحضرين طرح رؤية لتوجهات كل شاعر في تناوله للقدس كمثال وظرف ولادة القصيدة من خلال الازمة الذهنية ترجمتها نبرة وتوهج الذات. وفي ختام المحاضرة لم يعيب المحاضر على تباين رؤى كل منهم رغم بيئتهم الواحدة معتبرا أن لكل منهم مداره ومجاله ورؤيته قد يتفقون وقد يختلفون في رؤيتهم حول موضوع واحد من حيث التناول الشعري في أسلوب مغاير يفضي إلى بناء قصيدة تشرح واقعا وتقدمه في قالب شعري للمتلقي . المحاضرة دامت ساعة ونصف الساعة وأدارها عضو النادي الشاعر عبد الرحمن سابي.واختتمت الأمسية بمداخلات للأستاذ ناصر العمري عضو لجنة نشاط قرية الباحة بالجنادرية ونائب رئيس النادي د.عبد الله غريب وتوجها رئيس النادي الشاعر حسن الزهراني بتكريم الحضرين وتقديم بعض الاصدارات للزهراني وتوزيع بعض إصدارات النادي على الجمهور من خلال جناح مكتبة النادي ببيت الباحة.