تصوير- محمد قاسم .. اختتمت بالمدينةالمنورة أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة بدول منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله واستمرت أعماله لمدة يومين .ورأس الجلسة الختامية للمؤتمر الذي حمل عنوان "من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام" , معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة . ورحب معاليه في بداية الجلسة الختامية بكلمة نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتحيات ولي العهد الامين صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله الى المؤتمرين والوفود المشاركة معبراً عن سعادته باستضافة المملكة هذه الدورة في المدينةالمنورة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وحيا جهود المدير العام للايسسيسكو المتواصلة من أجل خدمة الثقافة الاسلامية والرقي بالعمل الثقافي الاسلامي المشترك الى مستوياته الرفيعة وعمله الدؤوب لانجاح اهدافة وبرامج منظمة الايسيسكو ..ونوه في ختام كلمته معبراً عن الشرف الذي حظيت به المملكة باستضافة المؤتمر وعن تقدير المملكة للمدير العام للايسيسكو واعضاء المؤتمر على ادائهم المتميز موكدا الاستعداد الكامل لمواصلة التعاون مع منظمة الايسيسكو .. والقى عدد من اصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الوفود ..ثم بعد ذلك سلم الدكتور الخوجة الشارة للشيخ القاسمي من ثم تحدث الشيخ سلطان احمد القاسمي رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الاسلامية قائلا : لا مآذن في الشارقة تعلو فوق مآذن المدينة .. استهل كلمتي هذه بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتردد مساجدنا في إمارة الشارقة التي سيصل عددها مع نهاية العام 2014 بإذن الله إلى الف مسجد رسالة النور التي تحملها نظيرتها في المدينةالمنورة ..لا لتعلو عليها ..نتلاقى اليوم في هذه الارض المباركة لنواصل بيد واحدة مسيرتنا الثقافية الإسلامية.... لتشع شارقة العلم والفكر بنور مدينة الإسلام .وعاصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إننا في إمارة الشارقة لنفخر ونتشرف أن نكون بين اشقائنا اليوم نتسلم راية عاصمة الثقافة الإسلامية من المدينةالمنورة، عاصمة الخلفاء الراشدين. المدينة التي أضاءت بنور المعرفة والعلم مشارق الأرض ومغاربها، ومنها انتشر ديننا الإسلامي الحنيف رحمة للعالمين. وما زالت تقوم بدورها هذا على أكمل وجه بقيادتها الحكيمة الرشيدة لتبقى المدينةالمنورة المنارة الأسمى للثقافة الإسلامية على مر العصور.ونحن في الشارقة، شارقة العلم والمعارف ، عاصمة الثقافة العربية نحرص على أن تبقى شارقتنا المرآة للثقافة الإسلامية على مر العصور... لتحافظ على هويتها وانتمائهابما تكتنزه من مظاهر ثقافية خالدة تؤرخ حكايتها المعرفية الثرية بكنوزها الإسلامية والعلمية وبتراثها الإنساني. واضاف : إن الشارقة اليوم تزخر بمعالم إسلامية شاهدة على سمو وعظمة الثقافة والحضارة الإسلامية التي من أهمها متحف الشارقة للحضارة الإسلامية... وفي كل عام تقيم الشارقة فعاليات ثقافية إسلامية عديدة كجائزة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية ومعرض الشارقة الدولي للكتاب ومهرجان الشارقة للفنون الإسلامية، كما تحرص الشارقة أن تكون مظاهر العمارة الإسلامية ظاهرة في كل مناحي الحياة في الإمارة، ويبدو ذلك جليا كما في المساجد التي تعتبر معالم بارزة للعمارة الإسلامية في الشارقة وحتى في المباني الحكومية التي صممت بهندسة إسلامية مميزة تبرز عظمة الحضارة الإسلامية وتاريخها الإنساني، كما أن أهم أسواقها بنيت على الطراز الإسلامي الذي تنفرد به الشارقة عن سواها من المدن العربية. واشار الى إن حكاية الشارقة بثقافتها الإسلامية مستمرة وهي جزء من منظومة متكاملة تنتهجها إمارتنا وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لترتقي وتنهض بالإنسان وتستثمر في معارفه وفق قيم راسخة .. وما استحقاقها لمكانتها كعاصمة للثقافة الإسلامية إلا نتيجة لجهود كبيرة، انعكست على مسارها الثقافي وعلى دورها البارز في المنظومة الثقافية الإسلامية العالمية. وانطلاقاً من حرصنا الشديد على إكمال المسيرة، وإغناء الثقافة الإسلامية محليا وعربياً وعالمياً، فقد استنفرنا الجهود وحشدنا كل إمكانياتنا لإبراز هذا الحدث الهام بما يستحقه وشيدنا المسارح وأطلقنا المبادرات الكبرى والفعاليات المختلفة..كما أننا أطلقنا مائة فعالية وأربعة وعشرين مشروعاً احتفاء باختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لتضيف لإرث أجيالها الغني بمكنوزاته مشاريع جديدة تراثية وسياحية وثقافية وعمرانية، تحاكي مكانة الإمارة كعاصمة للثقافة الإسلامية وتثري المنظومة الفكرية العالمية بإنجازات حضارية تساهم في خدمة الثقافة الإسلامية وإبرازها، لترتوي بفكرها وروحها أجيال الحاضر والمستقبل.. وكما جرت العادة في الشارقة، كان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على رأس الداعمين لإنجاح هذا الحدث الكبير، حيث أصدر سموه توجيهاته إلى أعضاء اللجنة المنظمة للاحتفالات بالعمل على تبني الاليات التي تدفع إلى إظهار الشارقة كعاصمة للثقافة الاسلامية بصورة مشرفة داعيا إياهم إلى جعل الشارقة هذا العام مثالا لعواصم الثقافة الإسلامية مستقبلاً . كما أصدر سموه مرسوماً أميرياً بإنشاء جامعة إسلامية باسم "الجامعة القاسمية"..... وفي بادرة كريمة من سموه أعلن عن تقديمه أكثر من مائة وعشرين ألف عنوان للدراسات الاسلامية وأخرى باللغة الإنكليزية للجامعة.... وذلك تعزيزاً وتأكيداً على دور الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية في نشر الوعي بالحضارة الإسلامية وتاريخ الاسلام المشرق. وبصفتي رئيسا للجنة التنفيذية المسؤولة عن جعل هذا العام مميزا واستثنائيا في إمارة الشارقة، فإنني أقدم شكري العميق لمنظمة الإيسيكو ولكل من ساهم في اختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014، كما أتشرف بدعوتكم جميعا لتكونوا معنا في الشارقة وتشاركونا عاما من الثقافة والعلم والمعرفة الإسلامية.