ضبط آلية الحركة المرورية من أجل القيادة الآمنة وسلامة الآخرين أمر ضروري لا يختلف عليه اثنان ووجود نظام (ساهر) أمر ضروري وبلا شك فقد قلل هذا النظام من نسبة الحوادث على مستوى مناطق المملكة إلا أن سياسة هذا النظام وتطبيق عقوباته أجحفت كثيراً في حق شريحة واسعة من المجتمع السعودي حتى وإن كانت هذه الشريحة على مختلف أعمار أفرادها قد خالفت أنظمة ساهر التي طبقت في ظل قصور التوعية المرورية والشواهد كثيرة على أن هناك الآلاف من المواطنين أبدوا عجزهم التام عن تسديد مخالفاتهم التي تراكمت بفعل ظروفهم المادية والمعيشية في كافة أنحاء المملكة وهذا يعود بطبيعة الحال إلى ارتفاع سقف المخالفات المرورية المالية وعجز الجهات المختصة في المرور عن دراسة أوضاع هذه الأعداد الهائلة من قائدي المركبات الهاربين من تسديد مخالفاتهم.وإذا تساءلنا عن نسبة حاملي رخص القيادة الخاصة فقط التي انتهت صلاحيتها وتستوجب التجديد بين الرخص سارية المفعول لوجدنا أن النسبة بين الاثنيتين تكاد تكون متعادلة هذا خلاف جوازات السفر التي يحملها الكثيرون ولا يستطيعون تجديدها بسبب (ساهر).وقد ضبط حرس الحدود في بعض المناطق الحدودية الكثير من المتسللين من داخل المملكة للخارج وعند تفتيشهم لم يجدوا بحوزتهم أي ممنوعات ويتضح من التحقيقات أن البعض من هؤلاء المتسللين مواطنون يحملون جوازات سفر منتهية وغير مجددة بسبب عدم قدرتهم على تسديد مخالفات (ساهر) وغير ذلك الكثير من مواقف تعطيل وتوقف مصالح مواطنين بسبب هذا النظام المروري البالغ في صرامة تنفيذ عقوباته. من هنا نتساءل كيف يمكن أن يكون هناك حل جذري يميل إلى الوسطية بين إرضاء (ساهر) والحرص على تسهيل مصلحة المواطن العاجز عن تسديد عقوبات مخالفاته؟ هذا ما يأمله وينتظره من المسؤولين الآلاف المؤلفة من المواطنين في مختلف أرجاء المملكة.