ان المبالغة في تدليل الاطفال او المبالغة في القسوة والاعمال تولد لدى الطفل خصالاً سيئة وضارة جدا والاعتدال دائما مهم جدا في هذه الامور وهناك قاعدة لابد من تعريف الطفل عليها دائما وهي ليس لك شيء ميسر وليس كل الرغبات متاحة ليكون الابن والابنة قادرين على مواجهة مصاعب الحياة المختلفة وان كثرة الاستجابة لكافة رغبات الطفل يولد عنده الانانية كما ان الافراط في تدليل الطفل له مخاطر كثيرة جدا خاصة اذ كان الطفل وحيدا كما انه يقضي على فرص تكوين الارادة لدى الطفل، ان الطفل المدلل دائما قلق ويستعجل الامور دائما ويتحكم على الامور دون تفهم وتسيطر عليه الانانية وحب السيطرة على اخوانه وتتصف معظم تصرفاته بالعنف نحو اخوانه لشعوره بالتميز عنهم ولذلك تجده لا يستطيع ان يعمل اي عمل الا بمساعدة ابويه كما ان القسوة الزائدة تعطي دائما نتائج ضارة جدا وغير محمودة في نفسية الكفل وتجعله يحب الانتقام كرغبة مسيطرة في كل صغيرة وكبيرة ويصبح لديه ميول عدواني لايذاء الغير والاضرار مثل العدواني البدني واللفظي وميول للبغض والكراهية والظلم في القول والفعل اذاً الاعتدال ضرورة مطلوبة وملحة بين الابناء في العطية والهبات والتسوية بينهم حتى في القبل. ان الطفل في البداية يخاف من اشياء كثيرة بسبب نمو مدركاته واستطلاعه لما حوله ومع تقدم السن تقل هذه المخاوف لذلك من الدلال الزائد اذا جرح الطفل جرحا صغيراً فرأى الصغير على وجه والديه الارتباك والهلع مثل هذه سلبية كبيرة على نفسية الطفل كما ان نتيجة التدليل الزائد ربما تؤدي الى التميز في المعاملة بين الابتاء لان ذلك الامر يثير مشاعر الكراهية والحقد بين الاخوان. لذلك لابد من الوسطية في التعامل مع الطفل بدون حب مفرط وقساوة مفرطة وكما قال ابا هريرة رضي الله عنه قال: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الاقرع بن حابس التميمي جالسا فقال الاقرع وان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا فنظر اليه الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال (من لا يرحم لا يرحم). وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: حرض بنيك على الاداب في الصغر كيما تقر بهم عيناك في الكبر وقال الشاعر: ان العصون اذا قومتها اعتدلت ولا يلين ولو قومته الخشب فيا سادة يا كرام دعونا نعدل بين ابنائنا وبناتنا ونتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام "اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم" فصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.