** بدأت البلاد تأخذ طريقها الى "صحوة جديدة" رغم امكاناتها المتواضعة كانت تجمعنا غرفة كبيرة في "عمارة باخشب" بباب مكة وكنت سعيداً بهذا الموقع لانه كان الأقرب لمنزلي - في حي العمارية الشهير - والذي اصل اليه مشياً على الاقدام في هذه الحجرة الواسعة كانت تضم اشهر مصور صحفي في جدة (حسن الملح) يرحمه الله والذي تخصص في تصوير الملوك والامراء والوزراء.. في هذا المجتمع الصغير ظهر الزملاء عبدالله النويصر.. وعبدالعزيز التميمي والذين يعملون في الخطوط السعودية وغير متفرغين في البلاد. في هذه الاثناء كان دينمو الجريدة هاشم عبده هاشم مصراً على نجاح البلاد بامكاناتها المتواضعة فاقترح عدداً من الزوايا الجديدة "نصف صفحة" وكانت أهم هذه الزوايا "الخدمة المدنية" مسؤول عنها شاكر عبدالعزيز، "المجتمع الدبلوماسي" "الجامعات" مسؤول عنها الدكتور عبدالرشيد حافظ استاذ المكتبات في جامعة الملك عبدالعزيز فيما بعد، "الامن العام" كان مسؤولاً عنها الزميل عبدالرحمن عبدالملك، "احداث مصورة" مسؤول عنها الزميل كامل الفقي (يرحمه الله) ومعه المصور الشاب "محمد ابراهيم" صاحب اشهر نكتة وقفشة في المجتمع الصحفي بجدة. وظهر الصحفيون المتخصصون .. "جلال ابو زيد" اشهر محرر فني في هذه المرحلة في مدينة جدة، اما الزميل عبدالله ادريس فهو طوال عمره مسؤول عن الفن التشكيلي والفنون بصفة عامة. وكان من حسن حظي انني كنت ألاصق الاديب المتميز ابو سمرة "سباعي عثمان" هذا الرجل المبتسم دائما والذي كانت له صولات من الغزل العفيف (عبر التليفون) الهامس الذي يستعمله في منتهى الحرص وعندما يلاحظه استاذنا عبدالمجيد شبكشي يرفع صوته في انه يحادث احد الاصدقاء.. والحقيقة غير ذلك. وكنت اعرف ان على الطرف الآخر من الهاتف (فتاة) فأذوب خجلاً من هذا الموقف المتناقض. في هذه الاثناء.. جاءنا الدكتور "ثاقب" من جامعة الملك عبدالعزيز ومعه ستة طلاب من طلاب الاعلام بجامعة الملك عبدالعزيز للتدريب في البلاد كنوع من التدريب العملي قبل التخرج وكان هذا الفريق يضم الدكتور غازي زين عوض الله والزميل الاعلامي عبدالله خوجة بكة والزميل الدبلوماسي عبدالرحمن عبدالواحد وايضا الزميل عبدالرحمن عبدالملك ووهيب غراب هؤلاء جاءوا للتدريب في صحيفة البلاد وبالفعل تدرب هذا الفريق في البلاد وتم الاستفادة منهم فيما بعد للعمل معنا كمحررين متفرغين في اقسام الجريدة. وفي هذه الاثناء ظهرت البلاد كمنافس للزميلة عكاظ تحاول ان تثبت امامها وانها موجودة في الساحة.. على الرغم من الاختلاف الواضح في الامكانات بين الصحيفتين (عكاظ والبلاد). في هذه الاثناء ظهر لنا كل اسبوع "غداء الجمعة" وهو ان يقوم احدنا باعداد غداء في منزله لعمل غداء جماعي للمجموعة التي تعمل في تحرير البلاد وقد نجحت الفكرة لانها تجمعنا سوياً في شبه اسرة واحدة متماسكة الكل يحب بعضه البعض دون حسد او منافسة لاحد.خلال هذه الايام كان الملك خالد بن عبدالعزيز يعالج في الخارج وتم تحديد يوم عودته الى جدة.. وقررت مدينة جدة الخروج بأكملها لاستقبال "المليك" شعبياً ورسمياً.. وهنا كانت المفاجأة بالنسبة ان طلب مني الدكتور هاشم عبده هاشم ان اقود فريق المحررين لتغطية هذه المناسبة المهمة.. وخلال الاعداد لهذا الحدث اصر الدكتور هاشم عبده هاشم على ان ارتدي الغترة والعقال وكانت اسبابه المنطقية ان الاحتفالية سيكون بها اعداد غفيرة من رجال الامن العام (والمباحث) وارتداء الغترة سوف يقلل الضغط عن "ملاحقتي أمنياً". وبالفعل (خلع الدكتور هاشم عبده هاشم) الغترة والعقال الخاص به ووضعه فوق رأسي لكي يقنعني بامكانية ارتدائه ولكني فشلت تماماً في هذه التجربة وذهبت للاحتفالية وانا محاط بزملائي في البلاد وانا ارتدي بدلة والحمدلله (مر الاستقبال على خير). وحصلنا على تصريحات مهمة من الوزراء وكبار المسؤولين ورجال الاعمال وغطت البلاد هذا الاستقبال بما يليق بالملك خالد بن عبدالعزيز (يرحمه الله). كنت اظن ان جهودي تمر هباءً دون تقييم ولكن فوجئت بعد وصولي للبلاد بثلاثة اشهر باتفاق بين الدكتور هاشم عبده هاشم والدكتور حسن ابو ركبة المدير العام والاستاذ عبدالفتاح ابو مدين مدير عام الادارة بزيادة (راتبي) بمبلغ الف500 ريال وما ادراك بهذا المبلغ في هذا الزمان كان مبلغاً محترماً دفعني للعمل بوتيرة اسرع.