هل تقرؤون حقيقة أيها القرّاء ؟ هل تُحضرون الصحيفة كل صباح من أجل قراءتها ومعرفة الجديد في هذا العالم ؟ هل تحاولون الذهاب ولو مرّة واحدة في العام إلى إحدى المكتبات .. لتبتاعوا منها الكتب المُختلفة .. التي تبقيكم على اطلاع دائم بالإبداع العربي والعالمي؟ . نحن أمة "اقرأ" .. الأمة التي لا تقرأ .. رغم محاولات الحكومات المتعدّدة لمحو الأميّة .. إلا أننا في النهاية نتوقف عن القراءة .. بمجرّد أن نمحو أميتنا في القراءة والكتابة .. ونقف في صفوف الخريجين الطويلة لاستلام ما يؤكّد محونا لهذه الأميّة .. فإننا نمزّق كل صلة لنا بالكتاب .. ونحرق كل ما له علاقة بذكريات الدرس والكتاب .. فالقراءة تصبح حينها من رابع المستحيلات. ما الذي حدث لنا لنتوقف عن ممارسة هذا الأمر الإلهي؟ ولماذا لا نُعير هذا الأمر أهمية كبرى .. مساواة بالأمور الدنيويّة الكثيرة التي نمارسها ليلاً ونهارًا دون ملل ودون كلل؟ . "اقرأ" .. حين كان العالم الإسلامي يقرأ .. ويطبّق هذا الأمر بحذافيره .. ملكنا الأرض .. والكون كله بما احتواه من علوم ورياضيات وكيمياء .. وطب .. وفلسفة .. وآداب .. وحضارة فاقت كل الأمم . وحينما توقفنا عن القراءة .. وتركنا كل الكتب والمخطوطات القديمة تغرق في نهري دجلة والفرات .. غرقنا نحن أيضًا .. ولكن في ظلمات الجهل والتخلف .. والفقر .. والاستعمار .. والمجازر البشريّة التي لا تتوقف قرنًا تلو الآخر .. حتى وجدنا أنفسنا في نهاية الصفوف الواقفة أمام المخابز والمتاجر العالميّة .. نأكل مما يخبزه الآخرون .. ونلبس مما يخرج من بين ماكينات خياطتهم ودور أزيائهم الكبيرة .. ونفتخر بامتلاكنا ما تنتجه مصانعهم وبأغلى الأثمان والأسعار.. "اقرأ" .. وكل العالم يقرأ من حولنا .. ونحن نحوّل شاشات اللاب توب والآي باد إلى قنوات فضائيّة .. تعرض لنا ما ينتج في العالم من شتى المسلسلات الدراميّة .. دون انتقاء .. ودون جرد . فهل من سبيل للعودة من جديد إلى محابرنا التي جفّت .. ومطابعنا التي توقفت عن الدوران .. ولنكتب من جديد فوق كل الجبهات .. وفي كل الميادين .. كلمة ننفذها .. وندافع عنها .. ونطالب بأدائها في كل وقت وفي كل حين .. "اقرأ"؟ .