تكاد تكون عادة التسيب لدى شريحة واسعة من موظفي بعض الدوائر الحكومية الخدمية منها على وجه الخصوص ظاهرة ملفتة واعني بالتسيب عدم الالتزام بمواعيد الدوام الرسمي وقلة الاهتمام بمصالح المواطنين وتدني انتاجية الموظفين العاملين في هذه المرافق الخدمية ذات الاتصال المباشر بالمواطن هذا خلاف ضعف رقابة البعض من مدراء هذه الدوائر وقلة حيلتهم في ضبط هذا الانفلات الاداري الخطير الذي تسبب في رفع مؤشر الاحباط لدى المواطن للسعي خلف مصالحه المشروعة ولست هنا اعمم هذا السلوك على جميع هذه الادارات ولكني اجزم بأن ذلك يغلب علي كافة المرافق الحكومية الخدمية علي مستوى مناطق المملكة فبعد الثانية عشر ظهرا لن يتمكن المراجع من متابعة معاملته أو انهاء اجراءاتها لكون الموظف قد لملم اوراقه واقفل مكتبه وغادر ادارته بأي حجة يقدمها لرئيسه وابرز هذه الحجج هي ( توصيل المدارس ) ثم تستحيل عودته ذلك اليوم لإنهاء المعاملات المتكدسة التي تزحف بطبيعتها في مراحل اجراءاتها كما تزحف ( السلحفاة ) فقد اثقل كاهلها الروتين المتشابك والمعقد حتى بعد استخدام انظمة الحاسوب في دوائرنا الحكومية , وتعود هذه المشكلة التي يتطلع المواطنين والمقيمين ايضا الى حلها بطريقة جذرية الى تدني مستوى تأهيل " المدير " المعين على راس هرم هذه الادارة تأهيلا اداريا جيد قبل توليه المسؤولية وغرس روح ثقافة المواطنة لديه هذا خلاف حسن اختياره قبل كل شئ لكون المسئول هو في حقيقة الامر حجر الزاوية في هذه الادارة الخدمية ثم يأتي بعد ذلك دور هيئة الرقابة والتحقيق في هذه المشكلة وتفعيل هذا الدور اكثر من ما هو عليه الان وضرورة تكثيف حملات الهيئة التفتيشية وزيادة نصابها الشهري في جانب مهام الرقابة الادراية الموكلة لها وتطبيق البند ال 8 بحذافيره على موظفي هذه الادارات وفقا للأمر السامي رقم 7/ب/6218 الصادر في ال 27 من ربيع الثاني عام 1417 ه , ثم يأتي بعد ذلك دور المواطن او المقيم ( المراجع ) للقضاء على هذه الظاهرة من خلال تقديم الشكوى أوالتظلم لدى الجهة المعنية بمثل هذه الحالات في هذه الادارات او رفع سقف الشكوى الى المستوى الاعلى . وما يدعو للغرابة في كثير من الحالات ان المعاملة في اي من هذه الدوائر اذا كانت تعارض مصلحة صاحبها المواطن وتدينه بشيء ما , تنتهي اجراءاتها بسرعة قصوى وتجد من يتابعها ويحرص كل الحرص على انهاء مراحلها بسرعة ( البرق ) خلاف ما ذكرته سلفا وهو البطء والتلكؤ والإهمال فيما اذا كانت في مصلحته وذات فائدة تعود عليه بالنفع ,من هنا نتساءل كيف يمكن ان نرفع روح المواطنة ونقضي علي هذه الظاهرة التي تنمو يوما تلو الآخر.